في أكثر من مرة، قد تكون لاحظت أن فكرة قلتها مسبقا سُرقت منك، أو بتعبير اخر طرحها زميل أو شخص اخر ونسبها لنفسه وكان مقتنعا أنه صاحب الفكرة. هذا ما يحدث لعدد كبير من الناس فعلا. وهنا نستحضر السرقة الفكرية أو الأدبية.
لكن هذه السرقة لا تحدث في كل الحالات بوعي من الشخص. وهنا يكون الطرفان ضحايا لما يعرف بـ “كريبتومنيسيا ”، وهي خاصية سيكولوجية معقدة أطلقتها الدراسات السيكولوجية الجديدة. وهي الحالة التي قد يعتقد الشخص فيها أنه جاء بفكرة جديدة حديثا، أكانت قصة أو اسما لشركة مثلا أو نكتة أو لحنا موسيقيا… في حين أنه لم يبتكرها، بل صادفها سابقا وقد نسي ذلك وأعادتها الذاكرة على أنها فكرة جديدة.
كل تجربة يمر منها المرء وكل ما يتلقاه من صور وموسيقى وغيرهما، سيؤثر على أفعاله وأفكاره. وهذه الأخيرة هي نتاج لتراكم أفكار يتلقاها منذ ولادته، لتذهب للذاكرة ولن يكون قادرا على تحديدها أو تذكرها كلها، لكنها موجودة فعلا وتؤثر على كل فعل صادر منه. كما تقول اليزابيث لوفتوس، عالمة نفس معرفي أمريكية وخبيرة في الذاكرة البشرية بجامعة واشنطن: “معظم الوقت نمضي وفي رؤوسنا أجزاء من ذكريات منثورة في ثنايا الذاكرة دون أن ندركها”
ويمكننا هنا تعريف هذه الخاصية بأنها خداع من الذاكرة وعودة ما يعرف في الوعي الطبيعي بالذكريات، والتي تكون منسية، دون أن يتم التعرف عليها على أنها كذلك. والاعتقاد أنه ابتكار جديد.
وبهذا يمكن تفسير عندما تحكي لشخص ما موقفا معينا ليخبرك أنه حصل معه أيضا سابقاً وبنفس التفاصيل. وأيضا في الحالات التي تخطط لفكرة جديدة، لمشروع معين مثلا، وقبل أن تنجزه نلاحظ أن فكرتك اكتشفت من قبل، وأن أخدهم قام بنفس الفعل الذي خططت له. بفسر هذا بكونك ربما رأيت الفكرة سابقاً ومع الوقت اعتقدت أنها فكرتك وتبنيتها. تحدث مثل هذه المواقف خصوصاً مع الأشخاص الذين في محيطك والذين يتلقون أفكارا مشابهة للتي تتلقاها.
وهنا نستحضر حالة سيكولوجية أخرى مشابهة، دون الخوض في تفاصيلها، وهي نسيان المصدر أو”Source amnesia” ، أي فقد القدرة على تذكر مكان، ووقت، وكيفية اكتساب معلوماة معينة، مع الإحتفاظ بالمعرفة الواقعية لها.
وهذه التفسيرات لها إشكالية انها تفتح إمكانية لتبرير السرقة الأدبية واعتبارها مجرد ظاهرة سيكولوجية غير واعية ولا ارادية
و أنت هل تعرضت لسرقة فكرية من قبل؟؟
شاركني رأيك 🦋
التعليقات