إنّ في كلّ مجتمعٍ عقليات مختلفة تهدف لأمورٍ متفرّعة.. وهذا يدفع النّاس إلى النّقاش في أفكارهم والتواصل المستمر ولهذا الخلاف والاختلاف نعمةّ.

لكن دعني آخذك إلى سيناريو مفترض منه ننتبه إلى وضعٍ استثنائيّ.

"أنت في فريقٍ تقنيٍّ تعمل في مسابقةٍ على إنتاج برنامجٍ ذي قوةٍ عالية.. كلّ الفرق حولك متقدّمون عليك أضعاف الأضعاف وتكاد تخسر أمام الجميع تقريباً.. وبينما تظنّ أنّ هذا هو العائق الوحيد أمامك تجد فريقك يتشاجر لاختلاف حلوله ولا وقت عندك لإقناع كلّ فردٍ بما تفكّر.. ماذا تفعل؟"

لنخرج من هذا السيناريو أو النصّ ونقول.. أنت في مجتمعٍ يهدف إلى التقدّم.. كلّ الشعوب حولك متقدّمون عليك أضعاف الأضعاف وتكاد تخسر أمام الجميع تقريباً.. وبينما تظنّ أنّ هذا هو العائق الوحيد أمامك تجد شعبك يتشاجر لاختلاف حلوله ولا وقت عندك لإقناع كلِّ فردٍ بما تفكّر.. ماذا تفعل؟

رأيي أولاً أن تفكّر بموضوعيّة وتأخذ بالدليل.. حتّى إذا توصّلت لأطروحةٍ منطقيّة فتعرضها.. وهنا النقطة الجوهريّة:

إنّك أمام أطرافٍ كثيرة ربّما نصفها سيخالفك إن ذكرت كلّ أسبابك بطريقةٍ سيئة.. في هذه الحالة الأفضل أن تضع الحلّ وتضع المصالح المشتركة التي يقتنع بها الجميع.. فالكلّ يهدف إلى التقدّم مثلك تماماً.. والأغلبيّة تعلم أنّ الجهد أمرٌ حتميٌ.. والغالبيّة لا تذمّ العمل على الإنتاج المتنوّع فمن هنا تقول:

"إنّ أطروحتي تهدف إلى التقدّم عن طريق فرض وجودٍ للفنون التراثية-مثالاً- وهذا سيتطلّب عرض المساهمات الفنّية التراثيّة المتنوّعة وإنتاج سياقٍ منهجيٍّ عمليٍّ وجذّاب يمنح وجهاً إعلاميّاً راقياً لنا.. وهذا سيتطلّب مجهوداً بالتأكيد لكنّه لا يزال أمراً يدعو التقدّم أن يعود"

فكلّ ما في الأمر هو أنّك وضعت الأطروحة ذاتها والأسباب ذاتها.. لكنّك سلّطت الضوء على مصالح الجميع. وذكرت أن هذا مُرضٍ للطرفان.. والأهمّ أنّك وضعتها بـ"شياكة.."

وفي النّهاية اسمع كلام الأطراف المخالفة وحلّله كما سأفعل وستفعلون.