أبعدوا هذا الهاتف الذكي عني ! صرخات صامتة يطلقها فلذات أكبادنا ، ونحن لا نسمعها أو لا نريد ذلك !

فأطفالنا منذ نعومة أظافرهم، يسحرهم و يجذبهم هذا الهاتف الذكي ، ويسيل لعابهم فقط عند النظر إليه ، وقد يلبي الكثير من الآباء والأمهات راغبات أبناءهم ،تحت ذرائع مختلفة، إما ليلتزم أطفالهم السكينة والصمت! لكي ينعما براحة وعدم الازعاج ، أو لكي يتساوى أبناءهم مع أبناء أخيهم أو أختهم ...إلخ، أو بداعي عدم البخل والتقصير عليهم ، فما دامت الحالة المادية جيدة سوف أحضر لهم مايشاؤون ، ولكن هل هذا التصرف صحيح ؟ بطبع لا .

ولذلك قبل أن تقرر و تقدم على هذا الأمر ، استحضر ميزانك ، وقم بقياس الايجابيات والسلبيات ، المترتبة على هذا القرار المصيري ،وبعد ذلك أقدم .

فالأطفال لا يعرفون أين هي مصلحتهم بل هم يبحثون على اللهو المتعة فقط ، ولذلك تقع علينا مسوؤلية توجيههم وإرشادهم ، فهم في رعايتنا وتحت مسوليتنا حتى يبلغوا سن الرشد ،كما قال الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم (( كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته )) .

وحين يحين الوقت و تقرر إعطاء طفلك هذه الجهاز ، فيجب أن تضع قيودًا،وأن تراعي سنَّ طفلك كذلك ، لأن عدم مراعاة السن أوعدم وضع قوانين للإستخدام يعتبر كارثه , وجريمة بحقهم .

وهذه بعض النقاط يجب مراعاتها قبل اعطائهم هاتفًا :

1 - مراعاة سن الطفل.

2 - وضع قواعد للاستخدام .

3 - وضع جدول زمني محدد وتحديد فترات الاستخدام .

4 - معرفة المواقع التي يزورها الطفل .

5- معرفة البرامج والألعاب التي يستخدمونها وهل هي مناسبة لأعمارهم .

6- تثبيت برامج خاصة للتحكم بالمحتوى الذي يعرض للطفل كــ " PGSurfer " المقدم من شركة مايكروسوفت .

وأخيرًا أختم بهذه الأبيات الجميلة عن الأولا د و التربية ،لعلي ابن أبي طالب -رضي الله عنه - حيث يقول :

حَرِّض بنيكَ عَلى الآدابِ في الصِغَرِ

كَيما تَقَرَّ بِهِم عَيناكَ في الكِبَرِ

وَإِنَّما مَثَلُ الآدابِ تَجمَعُها

في عِنفُوانِ الصِبا كَالنَقشِ في الحَجَرِ

هِيَ الكُنوزُ الَّتي تَنمو ذَخائِرُها

وَلا يُخافَ عَلَيها حادِثَ الغِيَرِ

همسة /

للأباء والأمهات (( تذكروا أن الصبر هو عماد تربية الأبناء ، فأسأل الله العلي الكريم أن يلهمنا وإياكم الصبر والتقوى ))

أ / بدر بن سليمان ناصر البدر