دعونا نستفيد! ^-^
ما هو الشيء المثير للإهتمام الذي قرأته اليوم؟
سأترك نص أدبي مثير للإهتمام قرأته في كتاب قبل فترة مع أنه طويل لكنّي أراه غريباً وممتعاً
"رأيت أول مصعد في حياتي في بيروت في ستينات القرن الماضي . كنا نسكن في بناية ذات مدخل جميل مزين بالجبس و الرخام ’ فيه مصعد ذهبي اللون ، فيه مرآة ولوحة أزرار ، واعتقدت أنه خزانة سحرية جميلة . رأيت امرأة كبيرة في أصابعها خواتم من ذهب ، تسكن في الطابق الرابع أسمها أم مارون ، تدخل الخزانة ، وتغلفها وراءها ثمَّ تصعد . وبقيت وحدي في المدخل الرخامي ، واحترت أين ذهبت أم مارون . ضغطت على الزرّ ورجعت الخزانة ثانية وفتحتها : أم مارون اختفت ولا أثر لها لم أجدها !.. ذهلت وصرت أعتقد أن من يدخل الخزانة الذهبية يختفي ببساطة. مرة أتت بنت مسيحية صغيرة كانت لطيفة جداً معي ودخلت الخزانة وهي تضحك ، وكعادتي ضغطت على الزر بعد قليل فرجع المصعد وفتحته فوجدت أمامي شيخاً عجوزاً أشيب الشعر يحمل سلَّة قش فيها كلب صغير أبيض وخطر ببالي أن الخزانة الذهبية تقلب البنت رجلاً والرجل امرأة والطفل شيخاً." صرت أجلس أمامها و أراقب الداخلين والخارجين و أفتح لهم الباب متعجباً من لعبة الانمساخ هذه . تخيل مدى ذهولي عندما فتحت الباب ذات يوم فخرجت أم مارون نفسها بخواتم الذهب في أصابعها و كأنها انمسخت لمدة ثمَّ عادت إلى هيئتها الأولى ولم أعد أفهم ما يحدث . كنت أفتح باب المصعد ل الكبار ، سكَّان الطوابق العليا ومنهم تاجر ذهب من الطائفة المارونية، أفتحه لأرى من سيخرج هذه المرة من الخزانة، و أفتح الباب لكلَّ من يريد أن ينمسخ أو يختفي أو .. وحسبوا أن سرَّ فتحي للباب يكمن في رغبتي في خدمتهم ، وصاروا مقابل فتح الباب يعطونني بخشيشاً أو إكرامية كنت كأنني تطوعت في خدمت قوى السحر والشعوذة وحصلت على بخشيش منها . و قررت أن أدخل الخزانة مثلهم و انمسخ إلى بنت أو رجل عجوز، أو إلى أي كائن آخر" حسين برغوثي
التعليقات