هل هذا حقا حلمي؟

أن تقف بعيدا متأملا... رغم أنك في العشرين من عمرك، تشعر وكأن عمرك العقلي ٦٠ عاما، وروحك لم تبلغ الثالثة..

العشرون! لطالما حلمت أن أصل لذلك الرقم، كطفلة في الابتدائية والإعدادية، ظننته رقم الراحة.. رقم الطمأنينة.. رقم الخروج للعالم الجميل.. أن أكون بجناحين يرفرفان في أرض الله الواسعة...

ظننته رقم السعادة... انتظرته بشدة.. لكن لوعة الشوق تغيب مع طول الانتظار، لتفقدك شغفك عندما تكاد أن تصل، فينتهي بك المطاف مستقبلا إياه استقبالا باردا لا يليق بمقامه في أحلامك!

قد تصل إليه بريئا حنونا عطوفا، للخير مفتاحا، والشر مغلاقا، وقد تكون عكس ذلك...

قد تصل إليه وقلبك كله حب للخير وتمنيه للآخرين، وأحيانا كارها حقودا على الآخرين!

قد تصل إليه ولديك شجاعة ورباطة جأش وثقة وقوة، وقد تكون هشا طريا سهل الكسر!

تبدأ بالتعمق في العلم وتخوض الخبرات الحياتية المختلفة، ربما تصل لمرحلة تلوم فيها من قام بتربيتك لإنه لم يصلك للكمال! وفيك ما فيك من الآثار التربوية!

وقد تكون شاكرا محبا لكل من أثر في شخصيتك، وساعدك لتصل لما وطأته اليوم..🌸🌸

سن متقلب... وربما يعايشه كلٌ بطريقته الخاصة...

منا من يستمتع بالشغب علنا والمغامرة بلا حدود..

ومنا من يقف هادئا وسط الشغب، ولكنه يشغب في مكانٍ آخر... المكان الذي يرتاح فيه ويراه مناسبا لشغبه الخاص.

منا من يدرك هوان الدنيا وأنها الفانية، فيستغلها كمرحلة للعبور لآخرته.. ومنا من تلهيه الدنيا، وغالبا ما نتقلب بين الحين والأخرى...

منا من يحب التعبير عن آراءه ومشاعره، ومنا من يكبتها، ومنا من يمنع الآخرين من التعبير عنها..

منا من يحب معاشرة رفقاء الرقم، ومنا من يسعد بصحبة الأرقام العظيمة وعقولهم الراجحة الحكيمة، والأرقام الصغيرة وبراءتهم...

أفعال، أفكار، آراء، خبرات، عادات، قناعات، دراسات، أقوال، وآمال تكونت عندما وصلت هذا السن.. فهل هذا ما حلمت به مذ صغرك؟

كل هذا إجابته لديك، تحتاج منك مراقبة نفسك وتقويمها... تُقوِّمُ بذلك ما اعوج عن استقامة رسمته بحلمك، وترسخ ما زعزع، ولا تنسى الثناء على ما رسخته، فلنفسك عليك حق....