عندما تسقُط قليلاً يتم استخدام شماعة بأنّك دخلت في منطقة الراحة، وعلى أنّك فاشل، وتجد المُبشرين، وأصحاب التنمية البشرية، يطلبون منك شيئًا واحدًا، وهو: Step out of your comfort zone، أي بما معناه اخرج من منطقة الراحة يافاشل ...

.

المشكلة ليست هُنا أو بالخروج منها أو لا، بل تسويق المفهوم الخاطئ لِدى الجميع بالخروج من الكومفورت زون، والتي تتمثل جميعها بأنّه يتم التبشير بها، وكأنّها خيرٌ مُطلق، وبمعنى أوضح إذا تركت منطقة الراحة، كل شيء في الحياة سوف يُصبح باللون وردي، وقد تُشاهد قوس قُزح 🌈 في كل خطوة تمشيها خارج الـcomfort zone! وكل ذلك يتم دون التحدث عن أي تكلفة للقرارات البشرية، وكيف أنّ قرارًا سوف يجعلك أكثر إنتاجية، وقيمة للعالم، أو قد يجعلك تعيسًا على المستوى الشخصي أو الإنساني أو الفكري ...

.

لا مُشكلة أبدًا في الحديث عن الاختيارات الخاصة بك، ولكن المشكلة كلها تقع على عاتق أنّ تسويق هذا المفهوم، أحادي للغاية! لا يتحدث إلا عن ما يقدمه هذا النظام على أنّه جميل، ويشكل قيمة نجاح، وهو قد يكون العكس تمامًا إذا كان الاختيار بشكل غير واعٍ.

.

كبدايًة في الحديث عن طُرق الخروج من منطقة الراحة: فهي تتمثل في أنّه قد لا يكون بها أي بُعد إنساني على الإطلاق ..

الأغلبية يقولون لك أخرج من مطقة الراحة ليس من أجل أنّ تكون سعيدًا، بل من أجل أنّ تكون أكثر انتاجية (more productive)، وأكثر نجاحًا (more successful)، وبمعنى أوضح العالم يريدك أن تكون في منطقة القلق المثالية optimal anxiety كي تنتج أكثر، فقط 🏃‍♀️، مع أنّ الأمر قد يتحول إلى ضغط 🤯، ولن تجد إلا نظرية سيكولوجية واحدة تتعلق بالعلاقة بين الضغط والإنتاجية Yerkes-Dodson Law.

.

كل ما قرأته عن الـ"Comfort zone"، والمُسميات الكثيرة التي لا أجد لها أي داعي 🤨 مثل (Fear zone، وعند الخروج منها تنتقل إلى Learning zone، ومن ثم تنتقل إلى مرحلة بيكون فيها Passion، ومن ثم النمو Growth zone، وفي النهاية تنتقل إلى أهمية الوعي الذاتي Self Awareness) أليس هذا مبالغة ويولد المزيد من الضغط، ثم الإنفجار 🥵...

.

وبما أنّك بداخل دائرة الأمان الخاصة بك، وأنّ كل شخص له دائرة أمان، ومن أجل الخروج يجب أنّ تخاطر بما تملك إما بالمال 💰 الخاص بك في مشروع صغير، أو تخاطر بصحتك، وتتعب بشكل بدني من أجل تعلم حرفة قد تُفيدك، أو تخاطر بشيء مجهول لم تُجربه قبل ذلك... وإذا لم تفعل شيء من هذه الأمور فأنت ترمي الأمر على الظروف المُحيطة بك ... الأمر يوجد به مبالغة في شخصنة الفشل.

.

أصحاب التنمية البشرية، والمبشرون كما يُسمون نفسهم، يتخيلون أنّ العالم مثاليًا للغاية، بأنّه يكافئ المجتهد فقط قدر اجتهاده، ويعاقب المقصر، ولكن هل هذا العالم حقيقي؟ 🙄 أو غير موجود، ويُرسخ من الضغط النفسي المُستمر على الإنسان؟ 🤔

.

الفكرة كلها بالنسبة لي هو ألا نسكن للراحة ونثق بأن لا شيء سيتغير ، فلا المال يدوم ، ولا الشباب ولا الأحبة … ولا حتى الأوطان! لا شيء يبقى للإنسان سوى ما يقدمه لنفسه من تطوير، واجتهاد، وعمل، وكل إنجاز أو نجاح يضيفه لمسيرته هو ثمرة الكثير من الجهد مهما كان بسيط أو خارق للطبيعة ... بالإضافة إلى المثابرة . فالقدر لا يرحم المتقاعسين.، والأمر لا علاقة له بمُسميات الكومفورت زون أو بالشكل الذي يُسوق به لهذا الأمر.

.

لذلك ما هو مفهوم الـ "Comfort zone" بالنسبة لك؟، وإذا كنت فعلاً قد دخلت في هذه المرحلة 👇

كيف أمكنك الخروج من منطقة الراحة "Comfort zone" في حال كنت فريلانسر /مصمم /مبرمج /مدون /تعمل من المنزل؟ بناءً على تجاربك