نهجي من أجل حياة تنعُم براحة البال
جزاك الله خيرا أن فرغت من وقتك لتشارك تجربتك وخير جزء فيها ما ختمت به، وأقصد السطر قبل عبارة "وصلنا إلى النهاية"
بالنسبة لي فيما يخص العلاج لانشغال البال فقد اكتشفته مؤخرا رغم علمي به من زمن لكنه كان مجرد فكرة، فلما تحول لمفهوم و أثر في السلوك وتحقق التطبيق العملي له، وجدت ثماره على الفور.
من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2465 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
والخلاصة لولا فضل الله ورحمته أن هداني لذلك لكنت لا زلت غارق في بحر الهموم إلى هذه الساعة. فلله الحمد والشكر من قبل ومن بعد.
دعنى أخبرك أنه من الأجمل المقالات التي قرأتها مؤخرا، مع أننى لا أحبذ كثيرا المقالات الطويلة لكننى استمتعت به حقا و مفيد جدا.
فإن لم يرضى عن أسلوبك/طريقك أهلك، غالبا لن يرضى عنك مجتمعك
حقيقة أنا اواجه معادلة أخرى و يتشارك معى فيها الكثيرين إذا كان أسلوبك بعيد عن الدين لن يرضى عنك أهلك، هكذا عم أهلى لماذا لم أشارك المجتمع؟
المجتمع مجموعة من الأفراد و كل فرد له أفكاره الذي يقتنع بها لا يمكن أن يرضى الجميع عنك إلا من يشاركك الرأي، فإذا وضعنا مثلا المجتمع مليون شخص 75% أو أكثر يمكن أن يخالفوك ... هل علي إرضاؤهم؟
"لا أهتم كثيرا لأفكار المجتمع بعد ان اتأكد أن ما أفعله صحيح".
الابتعاد عن النقاشات، أصبحت أرى النقاش من بعيد فأتحاشاه، وربما سمعت كلامًا لا ينبغي السكوت عنه فاسكت، وأتجنب الخوض فيه، لأن النقاشات في غالبها “وجع رأس"
بعض النقاشات تجعلك تبحث و تستفيد منها لماذا عليك الابتعاد عنها؟
(طبعا لا أتحدث عن النقاش العقيم الذي أنسحب منه من أول لحظة احس فيها بأنه كذلك)
لكن العمل الحر بكل صراحة لا يجتمع مع راحة البال، ...العمل الحر متعب ذهنيًا، وهذا كلام من شخص عايشه سنوات.
هو كذلك جربته لوقت "أشهر فقط" و انسحبت منه مباشرة (و هنا أقصد المشاريع التي أبقى في انتظرها أي غير الثابتة) فهذا الأمر جعلنى أشعر بضغط حقيقي و أرقنى.
فصلت بين العمل وبين حياتي
من أفضل الأشياء التي اتمنى الوصول لها فأنا مدمنة عمل.
ما أطمح إلى إيصاله من هذه القصة المختصرة: لا تنظر للمشكلة على أنها معضلة.
هذا أكثر جزء ساعدنى فإلتزامى المفرط فيه بالعمل جعلنى أضخم الأمور.
صدقًا يا جماعة، بعد تقبلي لمشكلة الأرق تغير مزاجي للأحسن بكثير.
هي الفكرة أنه كلما فكرت في الأمر تضخمه في رأسك أكثر و تقبلك ساعدك على تقليصه.
و أخيرا أريد أن أسألك هل كان من السهل عليك تطبيق كل ماجاء في المقال؟ وما الذي ساعدك في ذلك؟ "فمثلا تضخيم المشكلة من الصعب ان اتخلص منها فقط لأننى قررت ذلك فهي فعل لا إرادى"
المجتمع مجموعة من الأفراد و كل فرد له أفكاره الذي يقتنع بها
صحيح، ولكن حسب ما أرى فإن الغالبية تسير على أفكار ثابتة، وقلة فقط من تختلف عنهم.
بعض النقاشات تجعلك تبحث و تستفيد منها لماذا عليك الابتعاد عنها؟
معك حق، لا أعلم فقدت حماسي للنقاشات، حتى هنا قل نشاطي الذي هو قليل أصلًا :)
هل كان من السهل عليك تطبيق كل ماجاء في المقال؟؟
سؤال صعب صراحة، ولا طبعًا لم يكن سهلًا، بعض الأشياء تخلصت منذ سنين، وبعضها ما زلت أقع فيها إلى فترة قريبة، ما حدث باختصار أنها عملية تحسين لحياتي على مراحل "حبة حبة"، المقال فقط كان تلخيص وذكر لأبرز عوامل عملية التحسين الطويلة تلك لا أكثر.
ولكن الشيء الذي أؤمن فيه بشدة، طالما لدى المرء رغبة حقيقية في التغيير فسيتتمكن من ذلك مهما كان ما يحاول تغييره صعبًا.
ما الذي ساعدك في ذلك؟
من الأشياء التي ساعتني كوني غير راضي عن حالي، وعند عدم الرضى لدى الشخص حالتان: إما التذمر وترك الوضع على حاله، أو محاولة تحسينه.
فمثلا تضخيم المشكلة من الصعب ان اتخلص منها فقط لأننى قررت ذلك فهي فعل لا إرادى
لا اتفق معك، بل هي فعل إرادي.
أهم ما يفعله المرء عند حدوث مشكلة ما هو التريث، ثم التفكير في أسباب المشكلة وطريقة حلها، ثم محاولة حلها، وليس التفكير في عواقبها وتضخيمها.
شكرًا على المقالة الجميلة
بعد تقبلي لمشكلة الأرق تغير مزاجي للأحسن بكثير.
إذا أتاك الأرق هل تبقى على السرير أم تذهب وتفعل شيئا وتنام لاحقا، أيهما تفضل؟
فيما مضى كنت أبقى في الفراش أحاول النوم، ولا أنهض منه، بالطبع العملية تستغرق ساعات في الوضع الطبيعي.
لكن تغير الحال، فما بين 10-20 دقيقة كافية لأعرف هل سأنام أم لا، بعدها أقوم من الفراش لأمارس ما كنت أمارسه من قبل (تصفح، كتابة، تصميم، مشاهدة، أعمال منزلية...).
أحيان أكرر الأمر أكثر من مرة، يعني أذهب إلى الفراش، ثم أقوم. وبعد نصف ساعة مثلا أشعر بالنعاس فأعود إلى الفراش، ثم لا استطيع النوم، وهكذا، مرتين وثلاث وربما أكثر.
صدقًا يا جماعة أفكر في إنشاء قناة لنقد الأعمال الفنية (أنمي، ألعاب، أفلام)، ما رأيكم؟
الاحظ انك بدأت تنسحب تدريجيا عن فكرة عدم مشاركة حياتك مع الاخرين ما زلت للان تمنع ظهور صورك ومقاطعك على مواقع التواصل الان ستبدأ بإظهار صوتك ربما فيما بعد تتحمس لدرجة ان تظهر وجهك في الفيديوات :)
لا مشكلة من اظهار وجهك ولكن لما في الاول كنت معارضا لفكرة الشهرة لدرجة انني بدأت اسير على مبدئك وحذفت صوري من جميع المواقع واقتنعت بافكارك بإن يجعل المرء الاخره همة تركت اليوتيوب منذ سنتين سائلا الله ان يعوضني خيرا منها
الان هذا الخبر اعتبره صدمة منك ههههه على العموم الله يوفقك صديقي تستاهل كل خير
أهلا يا صاحبي، يبدو أن هناك سوء فهم في بعض النقاط، سأوضح لك لماذا:
بداية لا أرى مشكلة في الشهرة، فبالشهرة يمكنك تحقيق منافع في شتى المجالات (نفسيه، شخصية، عملية، علمية، دينية...)، كما يمكن للشخص المشهور تحقيق أشياء لا يمكن لغيره تحقيقها، بعبارة أخرى الشهرة ليست سيئة كما يصور البعض.
مع ذلك، ما زلت أرغب في حال أصبحت مشهورا يوما ما أن تكون شهرتي لهوية مستقل، هوية مجهولة، لا تؤثر على حياتي العادية، أريد عندما أسير في الشارع لا أحد يعرفني (باتمان ههه).
بعبارة أخرى تركيزي ليس على الشخصية، بل على ماذا قدمت هذه الشخصية. تركيزي ليس على العامل، بل على العمل نفسه.
وكوني رافض لعرض صورتي أو صوتي في الأنترنت فهذا لأنهم برأيي غير مفيدين إطلاقًا، ولا يخدمان السياق في معظم الأوقات، خصوصًا الصورة، فوجودها برأيي ضار أكثر من كونه نافع.
أنظر إلى كل القنوات التي تعرض صورة منشئ المحتوى، بالله عليك، ماذا استفدتَ كمشاهد من عرضه لوجه في كل مشهد وكأنه هو المشهد! يذهب الرحال إلى قمة جبل في غاية الروعة، ثم يقوم بتصوير الأرض من زاوية قد يكون وصولك إليها مستحيلًا، وفي الأخير يضع نفسه في وسط الصورة، ويدور 360 درجة ليغطي كل الجوانب، طبعا يغطي جوانب وجهه التي قد احتلت الصورة.
بالنسبة للصوت، فلا أرى مشكلة فيه طالما أنه يخدم السياق ويؤدي إلى إظهاره بجودة أفضل، البرامج الوثائقية على سبيل المثال، يمكن الاستمتاع بمشاهد كل التفاصيل بدون مشتتات أو محتوى غير مفيد، فيكفي صوت المتحدث في الخلفية لإيصال كل ما تحتاجه أذنيك، ويبقى لعينيك الاستمتاع بالناحية البصرية.
بإن يجعل المرء الاخره همة
هذا جميل، ولكن لا أرى مشكلة في الجمع بين الاثنين، وكما أشرت بداية الرد، يمكنك بالشهرة تحقيق ما لا يمكنك تحقيقه بدونها، وبالتأكيد الجانب الديني والأخروي منها.
أتذكر صالح المغامسي قال أنه كان يطمح إلى أن يكون إمام الحرم (لا أتذكر هل يقصد المكي أم المدني) فلم يستطع ذلك، ولأنه لم يتقيد بإمامة الحرم تمكن من نشر الدين على نطاق واسع وإفادة الكثير من الناس. الآن أخبرني، هل كان للمغامسي أن يحدث هذا التأثير الكبير لو أنه لم يكن مشهورًا؟
سائلا الله ان يعوضني خيرا منها
آمين.
أطلت الرد :)
جميل الاسلوب الذي تتبعيه ... تقريبًا أفعل نصف ما تفعلينه، والنصف الآخر بشكل مُختلف ...
بدأت الابتعاد عن النقاشات، أصبحت أرى النقاش من بعيد فأتحاشاه، وربما سمعت كلامًا لا ينبغي السكوت عنه فاسكت، وأتجنب الخوض فيه، لأن النقاشات في غالبها “وجع رأس” لا أكثر. وحينما أجد نفسي وسط نقاش عديم نفع أنهيه بعبارة “أنت صح وأنا غلط“.
هذا يُسمى نُضج ... بمعنى أوضح قد يكون لديك القدرة على الإشتباك بشكل موضوعي أفضل، ولديك الادوات، ولديك المساحة المعرفية التي تستطيعين الاشتباك من خلالها، ولديك الوعي، والرؤية، وهرموناتك أكثر تنظيمًا، وأقل حدة، واندفاعًا، بالإضافة قد يكون لديك بنيان منطقي جيد في رؤية الأشياء، ورصدها، وتحليلها بنظرة أشمل.. ولكن بالتوازي صبر أقل، تجاوب مع الضوضاء، والصوت العالي، والعنف يكون أقل بكثير.
لذلك انا في مثل هذه المواقف أمتنع عن الدخول بأي نقاشات قد تكون عقيمة مع شخص يعتبر رأيه أو رؤيته للأشياء أو الأمور نوع من الكفاح المقدس يجب فرضه على الآخرين.
التعليقات