قد يبدو العنوان مفاجئًا وصادمًا لبعض من يعتقدون بأنني أقصد المعنى الحقيقي للجملة، في الحقيقة لا أقصد من خلال تناول الموضوع سوى إثراء النقاش الذي أثارته القضية في مختلف وسائط التواصل الاجتماعي، ألا وهي بلايلي-اللاعب الجزائري الذي تعرض لعقوبة الإيقاف لسنتين بسبب تعاطيه مواد محظورة - ربما يضن البعض أني أسانده وأتضامن معه ، وأشجع غيره من اللاعبين والشباب على تعاطي المواد المحظورة قانونيا ورياضيا، فيما يعتقد بعضهم الآخر بأنني أستهزئ بمن تعاطفوا مع اللاعب، وأتلاعب بالكلمات والمشاعر قصد تعميق جراح الرجل وعشاقه الذين صدموا بالعقوبة أكثر من صدمتهم بالفعل في حد ذاته!.

لا بالعكس لن أكون مع عشاقه من الذين راح بعضهم يتضامن مع اللاعب وينتقد الكاف-هيئة كروية إفريقية- ويتحدث عن مؤامرة ضد اللاعب ،ولا مع من ينددون بتصرف اللاعب ويقرون باستحقاقه العقوبة عما فعله، سوف أكون محافظ –-هي كلمة في القاموس الكرة القدم وهو الرجل الحيادي -- النقاش ،لأن ما يلهموني هي القضية ؟ !

وأن في زيارتي لبعض المواقع الكروية والمنتديات وخاصة موقع مارك زكربويغ وحتى في بعض وسائل الإعلام وتحديدا بعد الضجة ،فوجئت بي بعض التحاليل والتعاليق التي قرأتها ، جعلتني أتحسر على الرداءة التي وصلنا إليها، وأشفق على أصحابها وليس على يوسف بلايلي لأنها تدل على جهل وتخلف وعناد لا مثيل له، سواء من خلال التشفي في اللاعب والتذكير بسلوكياته السابقة، أو من خلاله تبرئته وتحميل المسؤولية فقط لمحيطه أو للمنظومة الرياضية التي لم ترافق اللاعب وتحميه من كل الإغراءات التي تحيط بشاب يملك موهبة كروية ويتقاضى ما يقارب نصف مليار سنتيم شهريا.

قد تكون بعض التحاليل والتعاليق صائبة، نتفق أو نختلف مع بعض أصحابها، لكن الإعلام الرياضي خاصة يتحمل نصيبا من المسؤولية فيما وصل إليه اللاعب بسبب محاولات تبرير تصرفاته، والنفخ فيه واعتباره لاعبا متميزا ومثاليا بل أكثر من ذلك ويستحق اللعب في أكبر النوادي العالمية، لذلك تملكه الشعور بالظلم وراح يتعاطى المواد المحظورة عوض الاجتهاد وبذل المزيد من الجهد لإثبات قدراته! ..لكن الحقيقة التي لا يختلف حولها اثنان أن يوسف يتحمل المسؤولية الأخلاقية والرياضية والقانونية، وأخطأ في حق نفسه وارتكب حماقة يندد بها كل عاقل، وتقتضي منه تحمل المسؤولية، ووقفة حازمة ومسؤولة من طرف الأولياء والمسيرين والمسؤولين؛ لأن تعاطي المنشطات و المخدرات تفشّى في الأوساط الرياضية والشبانية بشكل كبير، سواء عند المهمومين من أبنائنا أو أولئك الموهوبين الذين ابتسمت لهم الدنيا وكان من المفروض أن يكونوا قدوة لغيرهم!.

هنا صلب الموضوع –رسالتي- والجانب المظلم في القضية والذي سوف لن يخبرنا عنها الإعلام بدون شك كم بلايلي موجود في بلادي هنا أعود وأقول قليلة هي التعاليق التي تحدثت عن تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات في الأوساط الشبانية وأثارها السلبية على كثير من أبنائنا، وقليلة هي التحاليل التي دعت إلى التضييق على المتاجرين والمستهلكين لمختلف أنواع المنشطات والمخدرات حتى في الأوساط المدرسية والجامعية، وفي أوساط الفتيات اللواتي تجاوزن مرحلة التدخين إلى تناول الكوكايين والمورفين والهيروين والحشيش وكل أنواع المنشطات والمنومات والمسكنات والمهدئات ودليلي في ذلك فضيحة هواري –طالبات بائعة الهوى- في الإقامة الجامعية للبنات في غرب البلاد ليتبين لنا أن فضيحة بلايلي ماهية إلى سلاسل من الفضائح -الإله وحده يعلم نهايتها- التي تفسد مجتمعاتنا ، ربما في رأي سببها الثراء الفاحش أو تزايد الهموم والمشاكل وتردي الأخلاق وغياب الوازع الديني، وتراجع دور الأسرة والمدرسة والمسجد ؟!

وفي نهاية ماذا عسى القول قد نتضامن مع اللاعب من باب الرأفة والشفقة عليه، ونسعى إلى التخفيف عنه ومساندته في محنته حتى يتجاوزها ، ولكن لا يمكننا تبرير فعلته والتضامن معه ضد الكاف، ولا يمكن تحميل المسؤولية للهيئات الكروية ، ولا يمكننا أيضا السكوت عن تفشي الظاهرة وتناميها في كل أوساط المجتمع.