هل من الحق الفقير أن يناقش في الإقتصاد و السياسية و علم الإجتماع و الأدب ...و باقي العلوم ؟
أم أن رأيه لا يهم في مجتمع رأسمالي برغماتي قيمة الفرد فيه ما يملكه ؟
أم يجب عليه أن يجعل غاية مناه و مبلغ علمه لقمة العيش ؟
هل فهمتم قصدي ؟
من حق الفقراء أن يكونوا مثقفين بالطبع، هم بشر مثلهم مثلنا واذا جاءت لهم فرص علم وثقافة يستغلوها كل الاستغلال ليكونوا أفضل .
كم من فقير لا يملك سوى قوت يومه أخرج للمجتمع ابن طبيب او مهندس او معلم ناجح .
لا علاقة بين الثقافة والمال، بل على العكس تماما ربما يستطيع المثقف صنع المال، ولكن المال لا يصنع مثقف على الإطلاق !
ما علاقة الثقافة بالفقير؟ لماذا لا يُمكنه أنّ يكون مُثقف أو يناقش في أمر؟ الأسئلة غريبة حتى أصدقك القول، ولا أعرف أين وجه الأعتراض ... ولكن بالنسبة لي فيما يخص مفهوم الثقافة عمومًا .. الثقافة هي سبب الوعي ، ولكنها في نفس الوقت تتطلب حداً أدنى من قوة اقتصادية وذاتية وحياتية تجعل الناس لديهم القدرة والامكانية على القراءة أو الإطلاع ..
ولكن في نفس الوقت ، لدينا نماذج عديدة جداً في التاريخ عن فقراء معدمين قادوا حركة الثقافة والفكر .. على سبيل المثال ماركس لم يكن ثريا وعاش حياة صعبة في مجملها ، وأنتج واحدة من اقوى الفلسفات البشرية .. كافكا كان معدمًا أيضًا .. يعني نماذج لأشخاص ليسوا فقط مثقفين ، وإنما منتجي للثقافة والفكر ..
أما بخصوص الباقي، كما قال تعليق المجهول القرارات المؤثرة في أي دولة أي كانت هذه الدولة رأسمالية أو غيرها هي في أيدي أصحاب السلطات والمناصب.
هل فهمتم قصدي ؟
لم أفهم القصد جيدًا، أو لم أفهم ما علاقة الفقير بأنّ يكون لديه حق ليكون مثقف أو لا؟ لذلك إذا وضحتي لنا قصدك بشكل أفضل قد نصل إلى نقطة معينة في النقاش
ما هو وجه الاعتراض بين هذا وذاك؟ أليس من حق الفقير أن يعترض ويشجب ويبدي رأيه في ما يدور حوله، هل أصبحت الثقافة مرتبطة بالمال؟ أم ما تقصده أن أصحاب الأراء المؤثرة غالبا من الأغنياء.
في كل الأحوال الثقافة هي جزء لا يتجزأ من شخصية الإنسان، والإنسانية لا تكتمل إلا بوجود حد أدنى من الثقافة.
كل إنسان لديه حرية التعبير عن الرأي مهما كان وضعه المادي غني أو فقير.
لكن القرارات المؤثرة في أي دولة أي كانت هذه الدولة رأسمالية أو غيرها هي في أيدي أصحاب السلطات والمناصب.
الثقافة مرتبطة بالمال من جهة التفرغ لطلب العلم و إنفاق المال في سبيله من جهة أخرى بخصوص "الأراء" عندما يكون المرء فقير فلن يلفت لأرائه و سينظر إليه الأخرون بدونية مثلا الشخصيات "المؤثرة" Influencers الغنية يستمع إليها باهتمام و يكتب عنها الإعلام و لو كانت تقدم محتوى تافه و في المقابل يتم تهميش المثقفين الفقراء ...
و عندما أدرجت الرأسمالية لم أقصد الدولة على الخصوص بل المجتمع ككل لكن ما أشرت إليه هو من تبعات معاناة الفقير المثقف فالمناصب المهمة هي من نصيب الأثرياء و لو كانوا اقل كفائه ...
قرأت مرارا في الفيسبوك تعليقات ساخرة على اصحاب منشورات مهمة مثلا يقوم احدهم بتحليل الوضع السياسي في فلسطين يدعوه فيها الى ترك المثالية و تذكره بالواقعه التعيس و وسطه المهمش بدل الدفاع عن من يبعده الالاف الكيلومترات
او يناقش اشكال الاحتباس الحراري و يجد من ينصحه بالانشغال بما سينفق لبقية الشهر بدل تحمله هموم العقود المقبلة للمناخ على هذا الكوكب ..
هذا لا يمكن، أنت تقفز لموضوع آخر بردك هذا وهو كيف يتعامل الأخرون مع ثقافة الأخر، وهنا علينا مناقشة ومعالجة افكار الأخرين وليست "ثقافة الفقير" كما تحدثت وأنا أرفض قطعاً هذه المقولة.
بالتأكيد لا أنكر حالة الاهتمام الكبير في وقتنا الحالي بالمؤثرين الأغنياء من اصحاب الثروات ولكن هنا أيضاً يقودنا هذا نحو موضوع أخر وهو الاعلام ولماذا يرى أن الغني مؤثراً بدرجة اكبر من الفقير ولماذا أصلا تؤخذ الحالة الاجتماعية بعين الاعتبار لهذه الدرجة مقابل الفائدة المرجوة.
العاقل أيّا كان مما ذكرت سواء الأشخاص الذين يسخرون من ثقافة الغني أم وسائل الاعلام التي تسلط الضوء فقط على الأغنياء المؤثرين لا يمكنه الوقوف أمام ثقافة المثقف أيّا كان حالته الاجتماعية.
أمّا بالنسبة لموضوعك الأساسي فوقع الأراء يختلف ولا يعود السبب للحالة الاجتماعية أو المادية أو حتى الثقافية، بل يعود بشكل أساسي على الرأي كان حول ماذا، في أي مجال، وموجه لأي فئة، كل هذه عوامل تساعد لفهم الرأي وتقبله من أي شخص كان.
ناهيك عن وجود وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، اذا كان الشخص مثقف وثقافته مؤثرة سيصل حتى لو كان مجهولاً..
وسائل التواصل الاجتماعي لا يوجد بها تصنيف فقير أم غني..يوجد بها فقط كلمة..كلمة مهمة يمكن أن يتركها أي شخص فقير غني، رجل امرأة، صغير كبير. فلو كانت هذه الكلمة مؤثرة وفعالة أعود وأكرر ستصل.
في النهاية لا اعتراض بين ثقافة الشخص ولو كان فقيراً كما تقول، وسعيه اليومي لاكتساب لقمة عيشه..ما المشكلة؟ هل السعي لاكتساب لقمة العيش في مقابل اكتسابك الثقافة من مناهلها المتعددة لهو أمر متعارض؟
لا أرى ذلك فأنا أعرف شخص عاني كثيراً في بداياته وكان يقرأ بينما يعمل في مهن بسيطة جداً كي يؤمن لقمة العيش وكان ينهي ما يقارب كتاب ويلخص مقالة على صفحته الشخصية بشكل شبه يومي وكان ينشر يومياته في سعيه للقمة العيش والمواقف التي يقابلها بكل واقعية ويتلقاها الجميع بحب ورحابة صدر..
فلا أفهم أي شيء تحاول ايصاله بقولك أن الثقافة مرتبطة بالمال؟
لا علاقة بين الحالة الٱجتماعية و الثقافة فقد تكون مدقع الفقر لكن واسع المعرفة فكم من حاصل على عدة سشهادات وحافظ وعارف لعدة لغات وحالته المادية متعثرة .
الفقر حالة متغيرة وغير ثابتة فيمكن أن تكون اليوم فقيرا ثم تهاجر فتصبح غنيا أو يرزقك الله من حيث لا تحتسب فتتغير حالك ،بينما الثقافة تكتسب بالممارسة و القراءة و التعلم و إعمال العقل
التعليقات