هل استخدامنا للغات اللاتينية تمحي هويتنا العربية؟

عندما تستخدم اللغات اللاتينية في محل استخدامها وبدون إفراط فهذا ليس طمسا للهوية العربية، فبالطبع اللغة الإنجليزية هي اللغة السائدة وخاصة في العلوم وجانب البحث العلمي، أشهر المجلات العلمية العالمية تنشر باللغة الإنجليزية، بجانب لغة الدراسة السائدة في الكليات العلمية في أغلب الدول العربية هي اللغة الإنجليزية، فهي المرجعية الآن في العلوم الطبية والهندسية على عكس ما كانت اللغة العربية قديما.

لكن فقد وطمس الهوية العربية يأتي من فرط الاستخدام، في أن يكون حواري معاك كلمتين باللغة الانجليزية وكلمة بالعربية، عندما أعلم أولادي اللغة الأجنبية دون دراسة اللغة العربية، تجد الطفل يتقن اللغة الأجنبية وهو لا يعرف حتى حروف لغته الأصلية، وللأسف هذا حال أغلب الدول العربية مع انتشار المدارس الدولية ومع اعتبار التحدث باللغة الإنجليزية وجاهة اجتماعية وتحضر وتميز عن من يرتاد التعليم الحكومي والمجاني.

لذا الاعتدال في كل شيء واستخدام الأمر في موضعه وفي محله، فرغم دراستي بأكملها وعملي يفرض علي استخدام الإنجليزية لكن بمجرد خروجي لا ألفظ كلمة إنجليزية واحدة إلا إن كان لها علاقة بعملي ويصعب شرحها أو وجود مرادف لها باللغة العربية.

استخدام اللغات اللاتينية كان ضروري بعد العولمة، فلابد من وجود لغات رسمية يتواصل بها الأشخاص من البلدان المختلفة خاصة مع وجود العديد من الأعمال والمشاريع المشتركة بين الدول العربية والغربية، ثم بعد ذلك الدخول إلى عالم الإنترنت وانفتاح العالم بشكل أكثر .

لا توجد أي مشكلة في استخدام اللغات اللاتينية بجانب اللغة العربية، ولكن الفكرة مع من ولماذا نستخدمها وأين، فليس لائق ان تكون من منطقة بسيطة وتتحدث مع جيرانك بلغة لا يفهمونها لمجرد انك تعلمتها، ومن ناحية أخرى انت بحاجة إلى هذه اللغات في العمل والمقابلات والتعامل مع الأشخاص من ثقافات مختلفة، لذلك يتوقف الأمر على الشخص نفسه ومحل استخدامه للغة .