العمر لا يتّسع لقراءة كل ما أردت؛ كيف تتصالح مع هذه العبارة؟!

«لا يكلف الله نفسا إلا وسعها »

ومع ذلك تجد كثير من الناس هم من يكلفون أنفسهم أكثر من وسعها

لا تبدأ بالصعب ثم تقول لماذا لا استطيع؟

إذا كنت تريد قراءة فى موضوع معين لا تبدأ بمجلد قد تصرع من عدد صفحاته بل أبدأ بقراءة مقالات على الإنترنت عن الموضوع قيد بحثك لتفهم أولا ولكى لا تمل من طول الكلمات

أبدأ بمسح الصفحات الغير مجديه من على جهازك ثم ضع صفحات مفيدة واجعلها على الشاشة الرئيسية لهاتفك فكلما فتحت الهاتف تقع عينك عليها مع الإنترنت والمواقع سوف تحشد كما لا بأس به من المعلومات عن موضوعك لذا عندما تهم بقراءة الكتاب عن هذا الموضوع سيأخذ منك وقت أقل كما أنه سوف يكون أمتع لأنك بالفعل على معرفة بهذه المعلومات من المقالات التى قراءتها.

اشرت لموضوع مهم جدا وهو الوقت. لا نملك منه الكثير. مع تزايد عدد الكتب التي تنشر كل عام سيكون من الاستحالة قراءتها جميعا.

تعرضت لهذا الموقف من قبل. باتت المكتبة عامرة بالكتب والعقل خاو. ما قمت به هو التوقف عن البحث واقتناء الكتب ريثما انتهي من قراءة ما لدي.

كان لابد من اعادة النظر في الكتب التي املكها. قراءة كل ما وقعت عليه عيناي لم يكن حكيما. ابقيت ما انوي قراءته وتبرعت بالباقي. وسطيا استطيع قراءة ٢٤ كتاب في السنه ولذلك كان لابد من اختيار الكتب بعناية. صنفتها بحسب محاور اساسية اجدها مهمة هي: علم النفس، التاريخ، الفلسفة، الروايات، الشعر. احاول الموازنة بين الكم والنوع.

ماذا عنك؟

نحن فعليا ليس لدينا وقت وعمليا يضيع الوقت في تفاهات كثيرة يوميا. الملهيات كثيرة فعلا.

حاولت التغلب على هذه المشكلة بأن وزعت الكتب التي اشتريتها في أرجاء المنزل في غرفة المعيشة وفي الصالة وبجوار شاحن الهاتف وبالطبع وقت النوم. هذا بالنسبة للكتب التي لم ابدأ في قراءتها بعد.

أما الكتاب الذي اقرأ فيه بالفعل فصرت أحمله معي في كل مكان احمل فيه الهاتف المحمول (بما يعني أنه معي ٢٤ساعة في ٢٤ ساعة) وحتى إذا كانت نسبة ايجاد وقت للقراءة فيه أثناء ذهابي لمكان ما ضعيفة للغاية كنت أفعل ذلك أيضا واقنعت نفسي أن المكان الذي يسمح باصطحاب الهاتف يسمح باصطحاب كتاب.

كانت فائدة هذه الخطوة في أنني إذا تكاسلت أو لم اتمكن من القراءة، يبقى الكتاب مذكرا لي طول الوقت بأن هناك مهمة يجب أن تنتهي منها.

في زمن انفجار المعلومات هذا وسهولة الحصول على عشرات الآلاف الكتب ومع الانفتاح على إنتاج المجتمعات الأخرى خاصة الإنكليزية: إن كان لديك طموح أن تقرأ كل ما هو متوفر أو نصفه أو 10٪ منه فستصاب بالإحباط لا شك لأن ذلك غير ممكن.

قبل 15 سنة مثلاً قبل انتشار الإنترنت كان من الممكن أن يكون لدى أحد منا في بيته مكتبة كبيرة تضم مئات الكتب وعندها إذا طمح إلى أن يقرأها كلها سيكون طموحه هذا معقولاً وسيعود عليه بفوائد جمة. أما أن يطمح المرء إلى أن يحيط بالمواد المتوفرة اليوم فهو المحال.

لذلك -ولتجنب الإحباط والذي قد يؤدي إلى ترك القراءة أصلاً- أرى أنه من المهم جداً إيجاد آلية لاختيار ما نقرأه في هذا الزمن واختيار ما نستهلكه بشكل عام. ربما تتطور خوارزميات تعلم الآلة (machine learning) يوماً ما حتى تستطيع تلخيص كتاب لنا في بضعة صفحات، من يدري؟ عندها فقط يمكن لأحدنا أن يطمح إلى الاطلاع على عشرات الآلاف من الكتب. ولكن الآن لا بد من الاختيار الذكي.

الفكرة ليست في قراءة كل الكتب بقدر ما هي فكرة استثمار الوقت في القراءة المفيدة قدر المستطاع، ضع خطة قراءة يومية، والتزم بها وكأنها عمل بأجر كامل، ستجد نفسك مع الوقت تُنهي أكبر قدر من الكتب الموجوده في مكتبتك، وانصحك التوقف عن الشراء والتحميل حتى تنتهي من الكتب الموجودة عندك أولًا .

واتمنى لك إنجاز القراءة في اكبر قدر ممكن من كتبك :))

أعي صعوبة أن نحيا مع وعينا بأن حياة واحدة لن تكفينا لنقرأ كل ما نريد، ولن تكفينا لنكون كل ما نريد أن نكونه

ولكنني أتعامل مع هذا الواقع المرير فيما يتعلق بموضوع القراءة، فأنا أستفيد من الكتب المسموعة التي يمكنني الاستماع لها عندما أنجز الأعمال الروتينية التي لا تحتاج إلى جهد ذهني من قبلي، وألجأ في بعض الأحياة إلى الاستماع إلى ملخصات الكتب عن طريق البودكاست مثل بودكاست ساندوتش ورقي وقنوات اليوتيوب المختلفة مثل قناة أخضر

أستطيع مع هذه العادة إلى التعرف على العوالم المختلفة داخل فصول الكتب

مع تقدم الزمن، وتسارع عصر التكنولوجيا نجد أنفسنا غارقين بملهيات ومؤثرات الحياة..

في لحظة تأمل بسيطة ندرك كم من الوقت نهدر كل يوم وفي كل ساعة ...

لو كرسنا كل هذا الوقت لقراءة كتاب لكنا بالتأكيد أنهينا مئات الكتب ..

بالاضافة لذلك ، تحديد هدف واضح من البداية من الممكن من ان يساهم بتعزيز وزيادة عدد الكتب المخطط قراءتها، وذلك لان التخطيط المسبق من شأنه تنظيم مسأله القراءة .

لاشك ان التوقف عن اقتناء الكتب الجديدة او تحميلها والانتهاء بما لدينا من شأنه ان يحفزنا على انهاء ما لدينا بأكبر سرعة ممكنة ومن ثم إحضار ما نريد .

*أقترح اقتراح للجميع، ما رأيكم بداية تحدي جديد تحت عنوان " مناقشة كتاب" . نحدد قائمة الكتب مسبقاً ونقوم بإجراء مناقشة لكل كتاب بالتالي ذلك يحفز كل منا على إنهاء الكتاب بأسرع وقت ممكن ليستنى لنا إجراء حلقة النقاش هذه.

بالتوفيق!

حدد اهتماماتك واقرا المهم منها، وسترى انك لن تحتاج قرآءة 99% من الكتب....انا اهتماماتي فلسفة وعلم النفس...ولم اقرأ اكثر من 15 كتاب في حياتي ولا أرى أني احتاج لأقرأ كل الكتب لأني لا أحتاجها

استمتع قدر ما تستطيع .. هذا يكفي

صدقني الغالبية الُعظمى من الكتب كُتبت بصفحات لاتستدعي كتابتها، بمعنى آخر.. الكاتب عندما يقوم بكتابة كتاب معين، قد تجده بعدد صفحات ٣٠٠ الى ٥٠٠ صفحة لكن في الحقيقة كل كتاب فيه خلاصة معينة لاتتجاوز ال٣٠ صفحة في الكثير! لو استطعت ان تستخرجها من كتاب فلايوجد داعي لأكمال الباقي.