بقلم: محمد دومو
حديث النفس تحت ضوء القمر
حدثت نفسي المظلومة المغصوبة،
في هذا المساء المقمر، بخيوطه الممتدة
من سماء صافية لمعانقة ألارض.
فقلت: لما أنت شاحبة الوجه؟
قالت: أنا الآلام والأوجاع تقصدني..
قلت: ولما كل هذا وذاك، بك متعلق؟
قالت: اذهب فلن تحس بما احس به!
قلت: سألتك عن معاناة ذقتها واعرفها، منذ زمن لن تعرفيه، فلا أريدك معانقة الآلام، وانت تتوجعين.
قالت: وما يدريني، انك لم تؤلمني انت الاخر؟
قلت: وهل من هموم حلت بك بنفس الطريقة؟
قالت: لست ادري كيف حل الهم بي، ولكن ها أنا أتوجع،
وأتألم في عزلة عن العالم.
قلت: انا تطوعت لأجل مساعدة من يتألم،
لهذا سأساعد كل مظلوم وكل مغصوب..
وهكذا حتى أفنى، وانتهي..
قالت: فأنا لست بطالبة إغاثة من أحد!
قلت: وأنا ضمير الإنسان دائما أتدخل لأنقذه،
أقابل المظلوم للتنفيس عن حالته، واداوي
جروح قلب الحبيب المتيم..
فقال الآخر في أنا: يبدو أنك بالتحدث معها قد اصبت،
لقد زالت الشحوب. واستعاد الوجه طبيعته المعهودة.
وقلت ثانية لهذه النفس: اراك لاحقا في مساء آخر مقمر،
مثل هذا الذي نحن فيه نتحدث، وضوء القمر ينير،
وعمت مساءا في كل يوم، والى اللقاء في سمر آخر!
وانا ذاهب، إذ تبين لي بإشارات غير واضحة،
قد تشبه الظل..
بأنها تريدني أن أبيت الليلة بالقرب منها.
فاستسلمت لرغبتها، فعانقتني وعانقتها.
وهي مطمئنة في سمر هذه الليلة،
تحت ضوء القمر...