الوحدة قاتلة الآثر أو الآثار من المُمكن أنّ تكون مرعبة

هذه امرأة باسم بلانش مونييه. عندما كانت صغيرة، أرادت بلانش أن تتزوج من محامٍ، وهو ما لم توافق عليه أسرتها. قررت والدتها لمنع حدوث ذلك من خلال حبس الشابة في شقتهما في باريس.

بقيَ مغلقًا على بلانش لمدة 25 عامًا

.

كان اتصالها الوحيد هو الأم الشريرة والأخ. لم تتمكن بلانش من التواصل بشكل صحيح وعانت من مشاكل الصحة العقلية الشديدة. توفيت بعد حوالي 10 سنوات من إطلاقها من السجن، بينما كانت عقوبة أمها رهن الاعتقال لمدة 15 يومًا.

.

هذه حالة متطرفة، لكنها تظهر لنا شيئًا ما.

لا يُمكن لأي شخص أنّ يبقى وحيدًا، أو محبوسًا لفترة طويلة مهما كان يملك من قوة، حتى لو تمكن من البقاء على قيد الحياة جسديًا، قانون في الطبيعة، إنسان واحد ليس شيئًا...

.

لهذا السبب لدينا هذه الصفة الاجتماعية

الوحدة مؤلمة بالنسبة لنا. إنه يؤدي إلى استجابة الألم الحقيقية، تمامًا مثل أي صدمة مؤذية جسديًا. ويستند الكثير من علم النفس لدينا حول التنشئة الاجتماعية. بعد كل شيء، نحن لا نخترع لغاتنا أو أساليب سلوكنا الخاصة، بل نعتمد ما هو موجود بالفعل، وربما نقوم بإدخال تعديلات بسيطة عليه.

.

الشخص الانفرادي ليس لديه هذه الفخامة كما يظن البعض

الشعور بالوحدة يمكن أن تصبح حلقة مفرغة، حيث ينبذ الناس من المجتمع، ويفقدون القدرة على إعادة الاندماج مرة أخرى فيه، حيث يتطلب ذلك مهارات اجتماعية لا يمكنهم بلوغها ، وبالتالي يعانون من استجابات الألم المرتبطة بالوحدة في العالم.

.

ليست قضية الانطواء والانبساط

أشعر أن الكثير من الأشخاص في التعليقات سيقولون "أنا أستمتع بالوحدة". صحيح أن بعض الناس يحتاجون إلى اتصال اجتماعي أقل من غيرهم ، مثلما يحتاج بعض الناس إلى سعرات حرارية أقل حتى يعملوا، ونومًا أقل ليصبحوا أذكى. لكن النقص الكامل؟ لا، لا أحد يستطيع فعل ذلك، ومن المحتمل أن يكون عدم التفاعل الاجتماعي هو شيء نعاني منه في جميع أنحاء العالم ، على غرار نقص الزنك أو فيتامين (د).

.

بالإضافة إلى ذلك الانطوائية في دولنا مفهومها غلط، حيث يقوم شخص بعزل نفسه بعض الشيء فيقول على نفسه أنّي انطوائي مع احترامي الشديد ولكن ما تمُر له لا يُسمى انطوائية، انت فقد تتجنب رد فعل الآخرين اتجاه ما يقولوه أو ما يفعلوه، أو بالعامية بتشتري دماغك، وبتريح نفسك في الوقت اللي الآخرين بيعتبروك بتعاني.

هل يمكن العيش بشكل منعزل بعيدًا عن الناس؟