من أفضل ميسي أم ماردونا ؟

هل اختراع جرهام بل أفضل أم اختراع ماركوني ؟

من يفيدنا أكثر ؟ الشمس أم القمر ؟

من أجمل الغزال أم الطاووس ؟

تلك أمثلة عن أسئلة لا يكاد يخلو يومنا من سماعها هذا إن لم نخض بها حتى ..

نحن جيل يعشق المقارنات ... ما إن نرى شيئا حتى نبدأ بمقارنته مع أي شيء آخر إن كان يشبهه أو لا يشبهه أصلا

ما منبع هذه المقارنات ؟ ولماذا نحبها ؟

إن فكرنا بالجواب فلن يخرج الجواب عن احتمالين :

إما أننا نحب شيئا و نريد أن نظهر للجميع أنه الأفضل .. فحبنا له كبير لدرجة أننا لن يكفينا أن يقال عنه ممتاز أو جيد أو خارق .. نسعى دائما ليقال عنه الأفضل و لن نرضى بغير هذا

و هنا .. لا داعي لنكمل النقاش ... فالعاطفة تلغي كل النقاشات

أما الاحتمال الثاني فهو بالفعل اقتناعنا بأنه الأفضل و هنا نعود للسؤال الأول ... هل يجوز المقارنة بين شيئين مختلفين أصلا ؟

كيف تقول أنهم مختلفون ؟ ؟ ؟

لكي نشرح الفكرة بشكل أعمق دعونا نخوض في المثال الأول .. ميسي .. أو كما يفضل محبوه وصفه ( الفضائي ) بالمناسبة كلمة فضائي هي أسلوب آخر لقول كلمة الأفضل في التاريخ لأنه من كوكب آخر

حسنا .. ما المانع من مقارنة ميسي مع ماردونا مثلا ؟

في علم المقارنات يجب أن يكون هناك أسس و معايير متشابهة تبنى عليها المقارنة .. فكيف لنا أن نقارن لاعبا لعب في ثمانينات و تسعينات القرن الماضي مع لاعب يلعب في وقتنا هذا ؟

ألم يكن التكتيك مختلفا ؟ التدريب .. نمط اللعب .. مهمات اللاعب .. الأحذية .. أرضية الملاعب .. فريق التدريب .. فريق العمل .. و غيرها الكثير ؟

حتى أننا نضحك عندما نقول أنه في وقت ماردونا كان الحكم يستخدم يديه للتصفير ...

أتدرون أن هناك دراسة عن أن الثقوب في جوارب اللاعبين تخفف من الإصابات ؟

أتدرون أن ملابس السباحين و العدائين مصممة حاليا لتخفيف الاحتكاك مع الماء و مع الهواء مما يزيد من سرعة العداء أو السباح ؟

تخيلوا هذه التفاصيل البسيطة هي من تدعنا نسمع بأرقام قياسية رياضية يوما بعد يوم

فكيف نسمح لعقلنا أن يقارن شخصين أو شيئين عاشا في بيئة مختلفة ؟

ألا تتفقون معي أن العاطفة هي من تدفعنا للمقارنة ؟