بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تبقى محفزا خلال الأشهر الأولى لمدونتك

خلال الأيام الأولى لإنشاء مدونة، نجد أن هناك طاقة قوية تدفعنا إلى القول بقدرتنا على أن نوصل هذه المدونة إلى مصاف المدونات الاحترافية, هكذا تكون المقالات الأولى التي بدأنا بها في قمة الروعة والتنظيم والاحترافية، ونجد أنفسنا طيلة الوقت نحلم بذاك اليوم، الذي سنجد أنفسنا فيه مضطرين إلى تغيير استصافة مدونتنا إلى واحدة أكبر بسبب عشرات آلاف الزوار الذين يزورونها يوميا,

خلال هذه الأيام الأولى نجد أن أعيننا لا تفارق إحصائيات المدونة التي نطل عليها كل 10 دقائق، وبمجرد وصول الزائر الأول نحتفل، ونجيب تلقائيا وبسرعة على كل تعليق ينشر، الخ ,,,

خلال أسابيع قليلة نجد أن عدد الزوار لم يراوح مكانه، وأنه بالكاد يزورنا بضع عشرات من الزوار في أحسن الأحوال، ونجد أن حتى هؤلاء الزوار هم نفس الزوار الذين كانوا في المدونة البارحة وقبل البارحة والأسبوع الماضي، أي أنهم ليسوا إلا بعض أصدقائنا ومعارفنا الذين يحاولون تشجيعنا على المضي قدما,

هكذا نترك المدونة ربما لعدة أشهر، بسبب خيبة الأمل التي أصابتنا، وطيلة الوقت نعيد في قرارة أنفسنا “هذا لن ينجح”,

هذا السيناريو هو نفس السيناريو الذي يختبره عدد كبير من المدونين، الذي ما إن يبدؤوا خطوتهم الأولى في التدوين حتى يتركوها بسرعة وبلا عودة في أغلب الأحيان !

في هذه المقالة سنتعرف سويا على بعض الخطوات التي يمكن أن تحفزنا للبقاء والصمود خلال الأشهر الأولى لمدونتنا، بالطبع تطبيق هذه الخطوات ليس بالشيء السهل، لأن ذلك يتطلب وجود إرادة قوية من طرفنا حتى ننجح ونبقى صامدين خلال الأشهر الأولى لأنها هي كل شيء، إذا نجحت خلالها ستنجح لبقية حياتك، وإذا فشلت فلن يكون هناك بقية لحياتك -أقصد هنا حياتك في عالم التدوين-,

1- اضبط هدفك بمدة وليس بأرقام

واحد من الأخطاء التي يقع فيها المدونون أو أصحاب المواقع بصفة عامة هي ضبط هدفهم من إنشاء موقع أو مدونة بالأرقام، أقصد هنا إحصائيات عدد الزوار والترتيب في ألكسا وحجم الأرباح من مبيعات منتجات ومداخيل الإعلانات، أنا لست ضد هذه الطريقة، لأنني أيضا عندما بدأت في بناء مواقع لي على الشبكة وكذا بضع تجارب لي في التدوين كان همي الأول والأخير هو الحصول على عدد كبير من الزوار وأن يتزايد هذا العدد يوما بعد يوم، وأن أحصل على مدخول جيد من خدمات الاعلانات مثل جوجل أدسنس الخ ,,,

لكن قلت إنه من الخطأ أن نضبط هدفنا بالأرقام، لأنه مع أنه قد يحفزنا لنعمل بجهد كبير من أجل تحقيقه إلا أنه يبقى صعبا، وهذا يزيد من احتمالات تحقق السيناريو الذي أوردته في البداية، أي أن نصدم بعدد الزوار الذين يزورون مدونتنا,

ما الحل إذن؟

الحل هو في أن نضبط هدفنا بمدة، لثلاث أسباب رئيسية:

1- لن نترك مدونتنا بمجرد النظر إلى عدد الزوار والتعليقات في الأيام أو الأشهر الأولى، بل إننا سننتظر انتهاء المدة التي حددناها، وحينها نقرر فيما إذا كنا قادرين على الاستمرار أم لا,

2- لن نترك مدونتنا لصعوبة وجود مادة ننشرها، أو وجود صعوبة في تحرير المقالات، بل مرة أخرى سنتذكر أننا حددنا مدة وهكذا سنتقيد بها وننتظر,

3- لن نترك مدونتنا بسبب احصائيات وعائدات المدونات الشبيهة بمدونتنا والتي تتوجه لنفس النيتش,

والمدة التي يوصي بها المدونون الاحترافيون هي مدة 6 أشهر، حيث أنه من الصعب ان نحدد ما إذا كانت مدونة ما ستحقق نجاحا في المستقبل وهي لا تزال في شهرها الأول مثلا,

إذا قلت في قرارة نفسك “ سوف أدون لمدة 6 أشهر مهما كان عدد الزوار، ومهما كان حجم الأرباح”، فكن متأكدا أنه سيكون لديك احتمال كبير في أن تحقق نجاحا وتستمر، وعند انتهاء الست أشهر الأولى أمكنك الآن أن تقوم بوضع تقرير مفصل لمدونتك على مدى الست أشهر الاختبارية، وحينها فقط تستطيع أن تقرر في إذا ما كانت هناك فرصة للاستمرار، أم أنه يجب أن تتوقف,

توجد نقطة أخرى إيجابية جدا وستستفيد منها إذا ضبطت هدفك بمدة، وهي أنه خلال هذه الست أشهر الأولى قد تتعرف على مدونين آخرين من نفس مجال اهتمامك أي لديكم اهتمام بنفس النيتش، وتعرفك على هؤلاء وربط علاقات بهم قد يفيدك للغاية ويقودك إلى النجاح إذا كنت ذكيا فس استغلال هذه العلاقات، لا تنسى قلت استغلال العلاقات من أجل توليد فرص ولم أقل استغلال أشخاص,

2- اخلق لك روتينا

الروتين يمكن أن يكون مهما لك لكي تبقى محفزا للعمل على مدونتك خلال أشهرها الأولى,

خلال الأسابيع الأولى لمدونتك، في أغلب الحالات لا يكون هناك عدد كبير من الزوار، لدى فهو الوقت الأنسب لاجراء اختبارات حول أنسب تردد لنشر تدوبنات جديدة، فيقوم في البداية بنشر تدوينة كل أسبوع، ثم بعد ذلك ينشر تدوينتين في الأسبوع، ثم ثلاث، وفي كل مرة يطلع على احصائيات المدونة، حتى يجد أفضل وتيرة للتدوين ويحافظ عليها,

هذا يجعلك تحافظ على زوار مدونتك فيعرفون بذلك متى تنشر مقالة جديدة، وهكذا يحافظون هم أيضا على روتين خاص بمتى يعودون إلى مدونتك لمعرفة جديدك,

3- دون من أجل قراءك/متابعيك

كونك مدونا يجب أن تهتم بزوار مدونتك، مهما كان عددهم قليلا في الأسابيع والأشهر الأولى، دون من أجلهم، وذلك بتحويلهم إلى مصدر تحفيز لك على الاستمرار، واسأل نفسك في كل مرة أردت فيها التوقف: لماذا أتوقف عن التدوين مادام هناك مجموعة من القراء الأوفياء المهتمين بما أنشره؟

4- اقرأ قصص الناجحين

يوميا نصادف مقالات تتحدث عن قصص الناجحين، يوميا تصلنا من أصدقائنا على الفايسبوك مثلا مقاطع فيديو تحفز على النجاح وعلى زرع الأمل والمضي إلى الأمام,

إذن لا شيء قد يحفزك أكثر من هذه القصص والفيديوهات، لذا خصص بعضا من وقتك لقراءة بعض قصص النجاح، ومشاهدة مقاطع فيديو ومقابلات مع أناس ناجحين، وكلما كانت هذه القصص والفيديوهات لأناس قريبين من مجال اهتمامك وهو هنا التدوين كلما كان لهذه المواد أثر كبير على مدك بطاقة قوية، تحفزك وتدفعك إلى الاستمرار,

سأدلكم هنا على مصدر تشحنون منه أنفسكم بالكثير من الأمل وحب النجاح، أتحدث هنا عن مدونة رؤوف شبايك، التي أنصحكم بشدة أن تزوروها على الأقل مرة أسبوعيا,

في النهاية لا أرى من غير مقدمة كتاب “25 قصة نجاح -الباقة الأولى-” لرؤوف شبايك، لكي أختم به حديثنا هذا بتصرف بسيط مني:

  • هل النجاح ضربة حظ؟ شيء نادر يحدث مرة ولا يتكرر؟ هل الناجحون ولدوا ليكونو كذلك، لحكمة إلهية لا سبيل لقهمها؟ هل الفاشلون في الحياة مقدر لهم الفشل، وبالتالي فلا توجد قوة تحت سماء هده الأرض تستطيع أن تغير من قدرهم وحالهم هذا؟

لا وألف لا،

إن النجاح تفاؤل لا يفل فيه تشاؤم، نتاج مجهودات لا تفتر، وعزيمة لا تكل ولا تمل، وإيمان لا يهتز ولو وقعت أكبر المصائب فوق رأسك, النجاح ثقة تامة بالله تعالى، وبإنه كلما كبرت المصائب، كلما عظمت منح السماء، للصابرين والمثابرين,