أمي،
أحتاجكِ
أن تكرهيني.
اكرهيني كي يؤلم أقل
حين لا أعود إلى البيت.
اكرهيني كي يصبح الصمت
مستحقاً
لا قاسياً.
قولي لهم إنني كنت جاحدة،
قولي إنني لم أكن أتصل،
إنني تركتكِ تنتظرين
في أعيادي،
وفي الأعياد،
وفي الليالي التي كان صدركِ يؤلمكِ
ومع ذلك كنتِ ترتبين سريري
على أملٍ ضعيف.
أحتاجكِ أن تعيدي كتابتي.
اجعليني الشريرة
كي تتمكّني من الاستمرار في التنفّس.
قولي إنني كنت أنانية،
إنني كنت باردة.
لكن لا تقولي إنني كنت تائهة،
ولا إنني كنت طيبة.
فالطيّبون لا يرحلون
من دون وداع.
قولي إنني كسرت قلبك.
لأنني فعلت.
كلّ مرة كذبت،
كلّ مرة ابتسمت
وعظامي تتكسر،
وقلتُ: "أنا فقط متعبة."
وكنتِ تعرفين أن ذلك يعني أكثر—
وكنتُ أكرهكِ لأنكِ كنتِ تعرفين.
رأيتكِ
تراقبينني
كما يراقب الناسُ العواصف
من خلف النوافذ—
خائفين من أن يشيحوا بنظرهم
فيفوتهم لحظة
انهيار كلّ شيء.
أمي،
لم أرد أبداً أن أكون عبئاً.
فقط، لم أكن أعرف
كيف أكون شيئاً آخر.
فأرجوكِ—
لا تشعلي شمعة.
ولا تخيطي اسمي
في ذاكرةٍ تُلطّف الحقيقة.
دعيني أكون الندبة
التي تغطينها بأكمامك.
الوجع الذي تسمّينه
فقط في الدعاء.
لأنكِ إن أحببتِني الآن،
إن قلتِ إنكِ تفهمين،
سأخرج من قبري
فقط لأقع مجدداً بين ذراعيكِ
وأكسر قلبك مرةً أخرى.
فلا تلطّفيها.
لا تقولي للناس إنني كنت أتألّم.
ولا تنظّفي دمي
بكلمات مثل "صراع" أو "كان يُساء فهمه."
قولي لهم
إنني تركت أباً
كان على استعدادٍ لأن يبادل رئتيه
فقط ليسمعني أتنفّس من جديد.
التعليقات