القلب يخبر صاحبه بأسرارٍ يعجز العقل عن تصديقها،
لأن العقل يقيس الأمور بما تراه عيناه،
ويعتمد على الأشياء المادية الواقعية.
لكن القلب هو موضع الروح،
والروح سِرّ من أسرار الله.
فكيف لعقلٍ محدود أن يفهم سرًّا ربانيًّا؟
لن يفهمه إلا إذا تفكّر فيه بقلبه،
وتدبّر بنور الإيمان، لا بنظر العقل فقط.
وهنا نتذكر قول الله تعالى:
﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾ ـ [سورة محمد: 24]
فمن لم يتفكر بقلبه، بَقِيَ قَلْبُهُ مُغلقًا، لا يدخل إليه النور، ولا تلامسه معاني القرآن.
اللسان والعين هما طريقان إلى القلب.
قد يكونان سبب سعادتك الأبدية،
وقد يكونان سبب شقائك الأبدي.
اللسان الطيب،
ينبع منه كلام يملأ القلب بالطمأنينة والسكينة،
وذكر الله يجعل القلب ينير بالهدوء والسلام.
أما العين،
فإمّا أن تنظر إلى نعم الله فتحمد وتفرح،
وإمّا أن تنظر إلى ما ليس لك،
فتحقد وتحسد وتظلم نفسك.
وقد تنظر بعين الشهوة،
فتتبع خطوات الشيطان، فتهلك.
لذلك:
العين واللسان يصبّان في القلب.
إن ألقيت فيهما طيبًا، طاب القلب.
وإن ألقيت فيهما سوءًا، فسد القلب.
وإذا فسد القلب، فسد الجسد كله.
وقد قال النبي صل الله عليه واله وسلم :
"ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب."
شاركنا تجربتك...
كل قلب له لحظة خاصة شعر فيها بالنور،
لحظة حس فيها إن الدنيا سكنت، وإن فيه سلام نزل عليه من حيث لا يدري.
لحظة بكى فيها من خشية... أو حمد... أو شوق.
لو مرّ عليك يوم حسيت فيه إن قلبك اتفتح،
إنك قربت من ربك، أو فهمت معنى ما كنتش شايفه…
احكِ لنا... شاركنا تجربتك الروحية.
فلعلّ كلماتك تكون نورًا لقلبٍ آخر يبحث عن طريقه.