كثيرا ما نركض هاربين من ان نوصم أو حتى ان نرى أنفسنا فاشلين وترى الواحد مننا يظل يبحث عن أسباب النجاح وطرق الافلات من وحش الفشل ويشعر بالانزعاج والرعب من اي علامة او اقتراب لشبح الفشل الى جدول حياته.

ولكن ماذا لو كان هذا الفشل المريع ليس سوى شخص بريء ساءت سمعته بفعل مجموعة من الاشرار او الحمقى او الجهال؟

ماذا لو كان الفشل هو ترس في المكنة وعنصر اساسي من مكوناتها لا بد منه حتى تدور العجلة و يبدأ الانتاج؟

بداية دعونا نحاول التعمق بمعنى الفشل ومتى يشعر الانسان بحدوثه؟

ان الفشل ببساطة هو شعور بغيض يشعر به الانسان عندما تكون الوقائع لا تواكب التوقعات من اجل مهمة محددة.

وان اول ما يخطر على البال ويدور في الخلد عند حدوثه هو التحسر على الوقائع ويبدأ الذهن بالتفكير ماذا لو كان لدي كدا وكدا بدلا من كدا .. فقط لو انني فعلت كدا وكدا ... فقط لو تلقيت مساعدة في الوقت المناسب..فقط لو أهلي كانوا من النوع الفلاني..

اي ان غالب التركيز يكون على التمني والترجي لو كانت الوقائع تسير وفق الخطة والغاية المنشودة.

ولكن ماذا لو حاربنا الشعور بالاتجاه المعاكس؟ ماذا لو كانت الوقائع تقع في المنحى الصحيح تماما غير ان التوقعات والامال هي مجرد توقعات وامال خاطئة ومخفقة؟

هذا النوع من التفكير قد يخطر على البال ولكن بعد تفكير اطول واعمق لانه باطنيا يحتمل الانتقال من مرحلة الضحية واللوم والتحسر الى مرحلة المفكر الناضج المحلل الذي يرى الاحداث بنظرة واقعية ثم يحاول استنباط الدروس المستفادة منها

انني و من تجربة شخصية اقول لك يا عزيزي القارئ انه كلما لازمني شعور الفشل لفترة اطول كلما توجهت اصابع الاتهام الى الاهداف والغايات بدلا من لوم الخطط والتنفيذ