الخوفُ يتآكل أجزاءُ جسدي، أشعرُ و كأنّني هشّةٌ من الداخل. هكذا قال إحدى ضحايا مرض السرطان و هوَ جالسٌ في حجرتِهِ، متربّعٌ فوق سريره، يعدُ بدمعاته ما تبقّى من عمره. و لأنّني بالفطرةِ أحبّ الحياة، اقتربت منه ببسمةٍ مفعمةٍ بالطمأنينة، احتضنتهُ مطوّلاً، و بصوتٍ خافت: ما رأيك برقصةٍ لطيفة على هذه الأغنية؟، اندهش قليلاً و لكنّه لم يرفض عرضي على الإطلاق، و مع أوّلِ لحنٍ تبدّلت ملامح الخوفِ و القلقِ إلى لوحةٍ فنيّة مليئة بالحياة.

حينها أدركتُ جداً أنّ الإنسان بيدهِ مفاتيحَ كلّ شيء، فمرضُ السرطان عدو لكلّ روحٍ تؤمن أنّ السعادةُ خيار و ليس اختيار، و انّ الحياة بجميعِ أيّامها و ساعتها هي نعمةٌ علينا ألّا نفرّط بها.