انتشر مؤخرا فيديو لحظة من مخيم للجدة صاحبة أغنية:" شدو بعضكم" الأكثر تداولا في فلسطين الحاجة حليمة حسين سليمان زايد من قرية بيت إكسا شمال غرب القدس سكان الزرقاء ومن مواليد 1938م، فيديو بقدر بساطته فهو جميل ودافئ جعلنا نشعر بأنها جدة الجميع، هذه الجدة كزيتونة زرعت في جبل المكبر مر عليها أحداث النكبة عام 1948، وأحداث النكسة عام 1967م، وتجرعتهما بمرارة وصمت ، ذاقت من التهجير واللجوء ماذاقت كسائر اللاجئين والنازحين الفلسطينين في تلك الأعوام، ترى بعد هذا الجيل من سيذكرنا بمرارة ماحدث بفلسطين غير الكتب، وأي كتب ، ذكرتنا الجدة مسؤوليتنا أمام الله وفلسطين- التي لن ترحل عن ذاكرتنا- في تعليم أبنائنا وتدريسهم لوعة ما جرى لفلسطين قضيتهم الأولى، ابناؤنا لا يعلمون من وجع القضية إلا أن المخيم موجود، كان لأجدادهم وأن اسرائيل عدوتهم ولكنهم لا يعلمون الكثير عن وعد بلفور ولا عن الثلاثاء الحمراء ولا عن القضية الفلسطينية غير التواريخ والكثير من هذا الجيل لايعلمون عن ذلك إلا القليل. شدوا بعضكم" رسالة بسيطة معناها كبير وعميق" رحلت فلسطين ما ودعتكم"l الشدة أن نكون لبعضنا السند والقوة ونترك الخصام والخلاف، وأنا أرى أنها رسالة لكل من يؤمن بأن فلسطين قضيته الأولى، فبغير وحدة الصف لن تعود فلسطين وسيبقى الجرح موجود، شدو بعضكم ولا تكونوا متناحرين متباغضين مثل الأكلة في القصعة تتكالب عليكم الأمم.

 سأخبرك ياستي أنني لن أنسى يوما  حقي في العودة، لا ينافسه انتمائي لوطني الأردن الذي احتضن أجدادي وضمد جرح نازف قدر مااستطاع، يسعد دائما بكل فرحة في طريق عودة فلسطين، وطني الذي كان ومايزال وسيظل لي السند والعون وأشدوا له كما أشدو لفلسطين موطني ، ربما لا أعرف الكثير عن فلسطين ولم أحظى يوما بزيارتها ولكن لي أرض هناك سنعود لها يوما، ومفتاح العودة مازال معلقا في صدري.

ستي صوتك أعادني لأغنيات جداتي في أعراس المخيمات، لم تنسى الجدات وجع التهجير وضيق المخيم بعد أراضيهن وبياراتهن الواسعة، لم يفتأن يغردن بصوتهن عن حلم العودة، ووجع النكبة ومرارة التهجير وبشاعة العدو الإسرائيلي، صوتك يصدح وأصواتهن تشدو في ذاكرتي عن وجع فلسطين، وكأنهن أبين الفرحة وفلسطين مكبلة بالقيود، مهما طغى التطبيع يا ستي على وجه العالم، ومهما شاركت الدول والأمم في ذلك يأتي صوتك وأصوات الجدات يشدو ليحطم ذلك الثلج فينا، تدمع عيوننا وتجمعنا كلماتك وتعيد لنا الأمل أن أجراس العودة ذات يوم ستقرع.

"شدو بعضكم" فيديو بقدر بساطته فهو أثار الشجن، وجعل السيف يئن في غمده، إن هؤلاء الجدات يجب علينا تدوين ذاكرتهن، والمحافظة على إرثهن، وصنع مزار لذلك الإرث حتى يكبر في عقل الجيل القادم، فهم غارقون في رفاهية الحياة، ونحن كأباء وأمهات مشغولون دائما بتأمين رفاهية أبناءنا حتى أن الاب والأم لم يعد لديهم الوقت لتدريس أبنائهم عن القضية الفلسطينية، ولم تعد المناهج تتحدث عنها بالشيء الكثير، لقد كبلنا بالأوضاع الإقتصادية الصعبة، والنزاعات السياسية والتي انعكست على مشاكل المجتمع فكل يوم قضية قتل وسرقة ونصب ضج المجتمع بأفاته.

شدو بعضكم إنها رسالة بسيطة لكل أم وأب ومعلم ومؤثر في فكر هذا المجتمع علينا جعل قضايانا لا تنفصل ولا تتجزأ عن قضيتنا الأولى، القضية التي لا يذكرنا بها إلا ذكر أسير أو شهيد، وحتى ذكراهم أصبحت تمر مرور الكرام ولايحكى بها.

"شدوا بعضكم " الفيديو الذي صنع في قلوبنا الشيئ الكثير.