لا شك ان الكتابة عنصر اساسي في نمو فكر و وعي كل مجتمع، ومقال واحد لا يكفي لإبراز كل فضائلها، وقد نتساءل في بعظ الاحيان هل الكتابة اختراع بشري ام هدية الاهية قادمة من عالم آخر؟

قد تتعدد دوافع الكتابة، فقد يكتب الكاتب من اجل تقاسم تجارب واحاسيس تمتل شخصيته او شخصية شخص معين، او لمشاركة فكرة او أيديولوجية ما، لكن الهدف الأكثر اهميتا و رقيا هو حينما يبتغي الكاتب أن يوقد شعلة في عقل القارئ، تضع هذا الأخير في موقف الشك و الحيرة، تجعله يعيد التفكير في معارفه السابقة التي طالما اعتقدها مطلقة و غير قابلة لإختبار الشك.

وهذا النوع من الكاتبة هو الاكتر غيابا بين مجالات الكتابة الاخرى في الوطن العربي، فالازمة التي نتحدت عنها لا تكمن في الكمية فقط، بل المشكل الحقيقي هو اقتصار الكتابة على انماط معينة كالفقه و التنمية البشرية والطبخ، فلم يعرف الوطن العربي أي قفزة فكرية، و أغلب الكتابات ماهي إلا تكرار او إضافات لكتابات سابقة.

ومن الاسباب الاخرى لتأخر الكتابة في الوطن العربي هو عدم مقدرة الكاتب العربي على الفصل بين مختلف مجالات الكتابة، فقد يخلط بين مجالين غير مرتبطين في نص واحد، كمناقشة متلا فكرة علمية او فلسفية مع افكار عقائدية قصد توضيفها كأساليب حجاجية.