في بداياتي مع السيو، حمّلتُ اضافة تُبيِّن لي مدى وضوح الكلمات، الذي سينعكس بالتالي على قراءة أسهل فيكون من أحد الأمور المساعدة في تصدّر محركات البحث. 

واحد من المعايير كانت ألّا تستعمل الجمل المبنية للمجهول لأكثر من 10% من كلمات المقال الواحد.

الاضافة لم تكن ذكية، هي تحكم على هذه الجُمل من وجود الضمَّة على بداياتها، فلو قلتُ: مُمكن، اعتبرتها جملة مبنية للمجهول، فكنتُ أجعل الاضافة تعطيني الضوء الاخضر بمسح بعض الضمّات، روبوتات غبيِّة! 

أنا أنازع أمرين، فالأوَّل هو أنَّ استخدام جُملة مبنية للمجهول لا تؤثِّر على القارئ ضرورة، بل قد تكون أحيانًا مُهمّة في السياق، وأعلى بلاغة وافهامًا. وحسبُك أن القرآن الكريم، أعلى درجات البيان اعجازًا، قد استخدم من هذه الصيغ الكثير.

الأمر الثاني هو أنَّ الجمل المبنية للمجهول قد تعقِّد القراءة في بعض الأحيان على القارئ، فلُعبت الكُرة من قبل الصبي، جملة صعبة تجعل دماغك يفكِّر بالكرة الصغيرة ثمَّ الصبي الأكبر، وهذا عكس ما يحبّه الدماغ. 

ليس الأمر كما قلتَ لعب الصبي بالكرة، فتخيَّلت صبيًا يلعب ثمَّ أتت الكرة لتضيف تفصيلة زائدة، لا تُرهق العقل جدًا فالكرة أحد الألعاب.

سكوت آدامز في كتابه Win Bigly اقترح شيئًا مشابهًا، لا تستخدم الجمل المبنية للمجهول إذا كُنتَ تستطيع استخدام الجملة العادية.

قد تكون ملاحظة سكوت آدامز في محلِّها، لكنِّي لا أرضى أن يتحكَّم بما أكتب روبوت أعمى، أنشأه الأعاجم وهم لا علمَ لهم بالبيان وطرقه.

وأنتم؟ هل حذفتم يومًا جُملة مبنية للمجهول لتجعلوها أكثر وضوحًا، أم ما جادَت به النفس والقريحة أبلغ وإن بذل القارئ جهدًا أكبر؟