لا يخفي علينا أن الكثير من الكتب التي تُعنى بتعليم الكتابة تنتشر بوتيرة غير مسبوقة، باعتبارها فن كباقي الفنون ويمكن تعلمها أيضا، رغم أنّ الكثيرين يعتبرونها موهبة، أليس كذلك؟

هؤلاء الكُتاب المحترفون يسعون لكشف سر وسحر الكتابة وإرضاء فضول القارئ والمهتم بالكتابة وكشف الستار له ليرى ما يحدث خلف الكواليس، ليخوض غِمار التجربة بنفسه.

 الروائي البلجيكي جان فيليب توسّان يصف في كتابه "أنتَ الكاتب"، حالة الكاتب في مشغله الإبداعي، حقيقًة راقني جدًا هذا التعبير وذكّرني بالنجار في ورشته، والطبيب في مستوصفه… من يوافقني الرأي؟

من أجمل نصوص كاتبنا، هذا النص الذي أردت مشاركته معكم والذي يحمل في طياته إجابة للسؤال المطروح في العنوان: 

" كي يكتب المرء، لا بدّ له من سبع عيون: عينٌ على الكلمة، عينٌ على الجُملة، عينٌ على المقطع، عينٌ على الفصْل، عينٌ على البناء، عينٌ على الحبكة ــ وعينٌ أخيرة وراء الرأس، مهمّتها السهر على ألّا يدخل أحدٌ إلى المكتب الذي نجلس إليه للكتابة.
لكلّ واحد من هذه المجالات التي تسهر عليها هذه العيون قواعده، وكلّ واحدٍ منها يخضع لقوانين الشخصية، وأيّ خطأ في واحد فقط من هذه المجالات سيعني بلا أدنى شكّ، خطوة في الطريق الخاطئ".

كل هذه العيون التي ذكرها الكاتب تحتاج إلى عمل منفرد وتركيز وتمرين مستمر، ومع الوقت يستطيع الكاتب أن يختزل كل تلك العيون إلى اثنين فقط، 

واحدة تركز على شعوره والأخرى تركز على نصوصه وحروفه، لكن كل هذا لا يأتي بين عشية وضحاها بل يحتاج إلى صبر واجتهاد.

ما رأيكم في قول الكاتب جان فيليب؟ وهل لديكم سبع عيون لازالت تراقب أم اختزلتموه لاثنين وحسب بعد خبرة كافية؟