قوة الصبر الاستراتيجيStrategic Patience له دور في نجاح صنّاع المحتوى

دوري كلارك ذكرت نقاط مهمة يجب أن يعتمد عليهما الكاتب المحترف في عمله. التعلم هو الحجر الأساسي التي ينطق منها الكاتب. مشاركة الآخرين كتابتنا وتوسيع شبكة العلاقات لهو أمر مهم وها ينتج عنه تحقيق المكاسب.

هل تعتمدونه كمنهجية للوصول إلى أهدافكم؟

اعتقد أن أغلبنا يمارس ذلك سوى كان بمعرفته بالصبر الاستراتيجي أو من دون معرفة اسمه. وإلا لن نحقق أهدافنا. الصبر الاستراتيجي لا يقتصر على مجال الكتابة إنما في عدة مجالات.

لا أستطيع أن أوافق الكاتبة أكتر ما أوافقها عليه بالفعل، التمارين المستمرة والنفس الطويل هما ما يجعلاننا نصل إلى أهدافنا المرجوة. لا نصل لشيء بدون قضاء مدة كافية من التركيز وفيه والتعمق فيه.

وكل النصائح التي ذكرتها ممتازة قد أضيف فقط أمثلة شخصية مررت بها في كل منها وقد ساعدتني فعلًا كثيرًا.

التعلم: دراسة كل شيء يمكن أن نتعلمه بخصوص مجالنا، لأنّ الممارسة تجعلنا أقوى.

في دراستي الجامعية أدرس مجالًا علميًا لا يعتمد فقط على فهمك للجانب النظري بل على العكس لا يعني أي شيء أنك تعلمين الجانب النظري أو كيف تحلين هذه المسألة أو هذه المشكلة. ولفترة طويلة كنت أقف أمام جزئية ما وأنا أعلم كل ما بها من قوانين ومعلومات ونظريات ولكن رغم هذا لا يمكنني حلها!

تعلمت أن الممارسة في الواقع هي ما يجعلنا أفضل وبعد البحث في الدراسات وجدت أن الممارسة لمدة كافية تجعل العديد من النواقل العصبية ترتبط ارتباطات جديدة ببعضها فيومًا بعد يوم تصبح المهمة أسهل وتتم بدون حتى أن نفكر بها!

صناعة المحتوى: مشاركة الناس بما نملك من ملكة فكرية

تعلمت أيضًا أن مشاركة المحتوى لا تفيد الأخرين فحسب بل تفيدك أنت شخصيًا. كم من فكرة كانت في عقولنا تبدو رائعة وعندما نطقناها بصوت عالي فقدت كل جاذبيتها؟ هذه فائدة المشاركة التي تعلمتها من خبرتي فهي تضع فكرتك أمامك وتسمح لك بمجالستها ونقدها بوضوح.

البقاء على اتصال

هذه جزئية لم أكن أشعر بأهميتها حتى اندمجت في مجتمعات تخص المجالات التي أهتم بها فوجدت حياة مختلفة وطريقة جديدة في النظر للأمور وقياسها وبالطبع معارف يسهلون العمل في المجال ويمكنك دائمًا أخذ النصائح منهم والاستفادة من تجاربهم وأنا أعتبر حسوب واحد من أفضل الأماكن للبقاء على اتصال مع المستقلين على سبيل المثال.

من سار على الدرب وصل، حكمة قديمة جدا، ولكنها وقعية، أيا كانت الطريقة التي نقترح تطبيق هذه الحكمة، وأيا كان الشخص الذي يعبر عنها. التركيز الأساسي في أي عمل يكون التركيز على السعي لا على التقدم، ولو ثمنا بتمثيل التقدم الناجح ، والنجاح المبهر، سنكتشف أن القفزة الملحوظة تحتاج وقتا، أي أنك تمضي وقتا طويلا في التقدم ، ولكن النجاح يكون كبيرا جدا في مراحل متقدمة جدا من الجهد والعمل والصبر.

لأن التقدم ، يضمن لك أن تصبح ذا خبرة، وصاحب اطلاع، ولو نظرنا بسرعة ألى التسلسل الجامعي، لوجدنا أن التغيير الحقيقي والمساهمات الحقيقة في أغلب المرات تأتي في مرحلة الدكتوراة، وما بعدها، مع أن الانسان هو نفسه، ان ما يتغير في حيات هذا الطالب هو انه تمكن من اساسيات علومه، فصار ذا خبرة، وصار ذا قدرة، وصار الجهد الخفيف منه ذا قيمة، لانه قد عرف كل الاساسيات وادركها، فصار بامكانه ان يفهم المعادلة، اضف لذلك شبكة العلاقات ، وحتى فهمه لنفسه .

وهكذا، فالعامل الصابر على عمله، يبني فهما خاصا لنفسه، خلال مدة عمله الطويل، يدرك متى يمكن ان تنتج بكفاءة، ماذا يسعدها وماذا لا يسعدها، فيصير اكثر تحكما بانتاجيته، وهوما يزيدها ويضاعفها.

إن كنا دائماً مشغولين، إذن فنحن دائما في وضعية “رد الفعل”، وإن تساءلت حول هذا، فذلك لأنك تصب تركيزك على ما تهاجمك به الحياة، فيشغلك هذا الأمر ولا يسعك الوقت لصنع جدول أعمالك الخاص”.

إن لم تخطط لحياتك ستكون جزء من مخططات الآخرين، وهذاشيء طبيعي فمن لا يرسم طريقاً للسير فيه سيظل تائهاً في دروب الحياة، وسيظل مشتت الفكر، أما في حالة وضع الإنسان لنفسه أهدافاً في الحياة فإنه بذلك يكون قد اتضحت له المهام والأنشطة التي سيمارسها حتى يصل لتحقيقها.

اكثر ما وددت معرفته بحق وادراك منذ طفولتي هو الصبر الاستراتيجي، واتخيل لو انني عرفته في البداية كم من تحول سوف تصبح عليه شخصيتي ومهاراتي التي امتلكها الان، لكن لم يفت الاوان يجب ان نتعلم من اخطاءنا فبصراحة ان تدرك الصبر الاستراتيجي وتبدا في تطبيقه لتعلم مهارات نادرة لهو برأيي افضل استثمارات المستقبل.

فمثلا الذي يريد تعلم البرمجة او لغة جديدة من الصفر يمكن ان يطلع فقط نظرة بسيطة على طريقة التفكير اوالصبر الاستراتيجي وسوف يبدا بقطف ثمار هذا الصبر في المستقبل، والناجحين اليوم حتى اذا لم يكونوا يعرفون المصطلح نفسه ولكنهم يطبقونه بكل تأكيد لان كل نجاح هو تراكمي من العادات الناجحة والمنتجة.

في اعتقادي ان الصبر هو الصبر، فسواء كان استراتيجي او اي مسمى أخر فلا غني لأي انسان عنه في مختلف مجالات الحياة.

بالنسبة للعمل فأنني أجد الصبر شرطا لابد منه من أجل تحقيق النتائج المرجوة، حيث أن الصابرون في النهاية هم من يصلون لأعلى سلم العمل وينجحون في كل مرة في الوصول لمقاصدهم ، وهذا ربما لإنهم جربوا الفشل مرة بعد مرة حتى استطاعوا النجاح ولم يقفوا عند اول فشل ويعلنوا استسلامهم.

اما القانطون وسريعي الملل فمن المؤكد فشلهم في الوصول لاهدافهم حيث يتطلب هذا منهم تغيير جذريا في طبائعهم من أجل الوصول إلى النجاح وهذا أمرا صعبا بطبيعة الحال.