الفصحى أم العاميّة في كتابة المحتوى؟
هل الكتابة باللغة العامية تؤثر على جودة المحتوى؟ لماذا نجد الكثير من كتّاب المحتوى يهملون الفصحى! بل قد يتعمد بعضهم لاستخدام كلمات عامية في متن محتواهم!!
وسط الانتشار الكبير لكتّاب المحتوى وتباين تخصصاتهم ومستوياتهم العلمية والفكرية واختلاف مهاراتهم اللغوية، نجد أن ممارستهم للغة العربية الفصيحة متفاوتة مع سيادة ضعف عام في استخدام الضبط اللغوي والنحوي في محتواهم.
هل تعتقد أن العامية لا تشكل خطراً؟!
زيادة على ذلك نجد مشكلة خطيرة تنتشر بسرعة غير محمودة ألا وهي اعتماد الكتّاب على العامية بشكل جزئي أو كلي في إيصال فكرتهم، فالعامية على بساطتها وشيوع استخدامها في الواقع، إلا أنها تصبح مدمرة للغة إذا ما تم الاعتماد عليها في نقل وحفظ البيانات والمعلومات؛ فالمحتوى غالباً ما يظل محفوظاً لسنوات طويلة في أرشيف المدونات والمواقع الإلكترونية والتي قد تصبح بعد فترة مراجع يَعتمد عليها الجيل الناشئ الذي هو بدوره يتخذ من الصفحات الالكترونية مرجعاً ومصدراً لمعلوماته، ومن ثم فإن إقحام الكثير من الكلمات العامية بين سطور المقالة/المحتوى ووجودها جانباً إلى جنب كلمات الفصحى، بما قد يؤدي ذلك لحدوث لَبْس على المتلقي فيظن أنها فصحى ومن ثم يتم استخدام اللفظ على أنه فصيح وهو لا جذر له في اللغة ومعناه مشوش وبلا دلالات.
فالعامية تنقل المعلومات بلغة غير واضحة وغير متفق عليها بين متحدثي اللغة نفسها؛ خصوصاً في ظل اختلاف لهجات المناطق الجغرافية من منطقة لأخرى، كما أن العامية المنطوقة تختلف وتتعدد صورها عن العامية المكتوبة فنجد احتمال أن يكتب كل شخص كلمة عامية ما بطريقة تختلف عن الآخر وذلك بسبب عدم التمكن من توحيد الشكل الكلمة لعدم وجود أصول لها في المعاجم العربية، لهذا فإن اعتماد الفصحى يحفظ المعلومات وينقلها عبر دلالات تحملها جمل سليمة واضحة المبنى والمعنى كما أن الفصحى يمكن أن تكون بسيطة بألفاظ واضحة وسلسلة بعيداً عن أسلوب التعقيد والتنطع في المعنى
على خلاف ما قد يصوره البعض، أن العامية فقط هي من تستطيع التعبير بسهولة.
وبهذا أعتقد أنه يمكننا تجنب استخدام الألفاظ العامية والاعتماد على الفصحى في كتابة المحتوى، ما دامت اللغة تحتوي على العديد من الألفاظ البسيطة والسهلة والمؤثرة.
برأيك، إلى أي مدى يمكن للعامية أن تكون ضارة؟
كما علينا أن نتحقق من جودة ما نكتب، لأن الكتابة تقيد الأفكار وتحفظها. وفي الحقيقة ليس كل الأفكار تستحق التثبيت وربما التخليد فالكتابة كانت عبر عشرات السنين العامل الأساسي في حفظ اللغة من الضياع أو التحريف وقد كانت السبب في حفظ التاريخ والأدب والعلم والدين وستظل مُهمة مستقبلية لا يمكن الاستغناء عنها. حتى مع التطور التكنولوجي العملاق فإن ثمة لغة يجب أن تكون حاضرة لأنها
ويمكننا الاستنتاج أن جودة المحتوى تضعف بالعامية. ويوجد في الفصحى عشرات البدائل التي تُحسِن وصف المعنى والتعبير عنه وتقريبه للجمهور بطريقة مباشرة وبسيطة، وإلا فإن التهاون المستمر في استخدام العامية سيؤثر سلباً على ثقافة الأجيال القادمة ومستواها اللغوي بشكل عام.
برأيك، ما هي الحلول التي يمكن أن تساعد الكتّاب على تجنب العامية في محتواهم؟ وهل يمكن تحسين جودة المحتوى فقط من خلال تحسين اللغة؟ أم أنه يعتمد على معايير أخرى تحدد قيمته؟!
التعليقات