بالوعي يتحقق وجود الإنسان، والوعي لا يأتي عشوائياً أو مصادفة أو قرار مسبق أو إلهام غيبي، بل عن طريق العلاقة مع الآخر التي يتوصل من خلالها الإنسان إلى معرفة ذاته، فالمثل يقول" يفهم لغته من يعرف لغة أجنبية "، فمن لا يضع قدمه خارج إطار مجتمعه، ولا يتعرف على شعب آخر ولا يطّلع على دين أو أدب أو تاريخ آخر يظل حبيس بيئته ولا يصل حتى لكيانه وذاته.
فمن لا يضع قدمه خارج إطار مجتمعه، ولا يتعرف على شعب آخر ولا يطّلع على دين أو أدب أو تاريخ آخر يظل حبيس بيئته ولا يصل حتى لكيانه وذاته.
لا يشترط فيمن لم يغادر بيئته أن يكون وعيه محدودًا كما يزعم المغادرون، فنسبة الوعي لديه صالحة للتعايش بسلام وإنجاب ذريّة واعية قادرة على بذل المزيد والخروج من البيئة التي لم يغادرها الأب، وهنا المفارقة؛ فكيف يخرج من ذي وعيٍّ محدود (الأب/الأم)، ذوو وعيِّ أوسع؟
إن الوعي أمراً تشترك فيه عوامل عدة و التعرف على ثقافة الغير تعتبر عامل مهم في إثراء المعارف لدينا، فالسفر حول العالم هو بحد ذاته علم أخر يتعرف من خلاله المرء على مواضيع ربما من الصعب الحصول عليها و هو متواجد داخل جدران موطنه.
نستطيع أن نوسع مدارك معرفتنا من خلال القراءة فهي تعتبر سبيل للاشخاص الذين لا يقدرون على مغادرة بلادهم للبحث عن المعارف، فالكتب تكون حل يبحر فيه الشخص و يجوب البلدان و هو في مكانه، لا أريد أن أفضل شيء على أخر لكن بالفعل التجربة اثبتت مدى أهمية التفاعل المباشر بين الانسان و ما يحيط به.
التعليقات