مساء الخير؛ أنا فاطمة ودي تحديدًا هتكون بداية الوقوف في الجهة الأخرى المقابلة للخوف، مع احترام كبير وشديد للمشاعر الإنسانية الصحية، وإحياء شعار "مش لازم تكون تنين مجنح يا إنسان"🏌️

من فترة كبيرة كان عندي خلط رهيب بين الخوف والتوتر، لحد ما قررت في يوم إني أعقد جسلة صلح للشعورين دول، أعرفهم على بعض وأتصالح عادي مع وجودهم، وأتفق معاهم إني هتقبلهم في حالة واحدة بس، لما يكونوا متواجدين بنسبة تحميني مش تضرني وتقيد حريتي وقدراتي، شربنا شاي بنعناع ومضينا على بنود الاتفاق وإحنا مبسوطين.

وفي وسط ما إحنا مبسوطين، ذاكرتي عملت استحضار لكل الحاجات اللي فاتتني، وبعد ما كنا مبسوطين اتحولت لشخصية بتلوم مشاعرها، عارف يا خوف! أنت كنت السبب إني مدخلش أهم انترڨيو في حياتي! وأنت يا توتر لولا وجودك كان زماني حاليًا موجودة في مكان كنت بتمنى أكون موجودة فيه! بعد ما كانت جلسة صلح بقت جلسة مليانة غضب شديد على كل ما فات.

لحد ما شعور التوتر مسك العقد وصرخ بأعلي صوت، وقال لشعور الغضب ممكن ترجع مكانك دلوقتي! دي لسه موقعة على عقد معانا، وأول بند فيه إنها تتقبل وجودنا طالما كان صحي وتبطل تلومنا على شيء فات، والأهم من كل ده تتقبل بشريتها وإنها مش لازم تأدي بشكل مثالي في كل الأوقات، ولو مش مصدقني خد العقد وأقرأ بنوده يا أستاذ غضب! بخطوات ثقيلة ورأس مليء بالصراعات وروح ممتلئة حد النخاع بالكثير من المشاعر الغريبة، قرر أستاذ غضب إنه يهدأ، وداس على زر الإنذار وبسرعة تواجد أستاذ منطق.

كام مرة حسينا إننا مش مسؤولين كفاية إتجاه أنفسنا، كام مرة تخلينا عن بشريتنا وحسينا إننا ليه مش بيرفكت؟ وكتير من المرات بصينا لأخطاءنا بتعالي وإحنا ناسيين إن الأخطاء دي هي اللي صنعتنا! طبيعي نخاف من أول خطوة، بس الأهم إننا نقف على الجهة التانية ونشاور للخوف ونقوله، أنا متقبلك وعلى الرغم من ذلك هخطو الخطوة دي وأنت هتكون الدافع إني أتعلم أكتر، وأطور نفسي أكتر، ومع أول خطوة حقيقية هتلاقي شعور التوتر طلع قدامك وحاول يذبذب ثقتك، تقبله، وقوله طبيعي تكون موجود معايا ما أنا بشر مش فولاذ! وطبطب عليه وأنت بتردد محدش شايفك غيري يا توتر.

كل شعور في الدنيا، كبير كان أو صغير، بيطلع يقولك أنت بشر، طبيعي تتحمس، ووارد جدًا تغضب، واحتمال كبير تفشل، بس المهم إنك متتخلاش عن المحاولة، بشريتك هي أساس نجاحك لما تقدر معناها الأعمق وتحفره جواك، تقبل بشريتك يا إنسان ومش لازم تكون تنين مجنح😁

#فاطمة_شجيع