من أجل أن يصل الإنسان العادي وغير العادي لتطبيق هذا القانون والاستفادة منه علميا في الحياة لابد له أولا أن يفهم طبيعة هذا القانون وأثره الخطير في كل دوائر البحث العلمي وليسال نفسه متى وكيف تعلم الإنسان في الماضي أو الحاضر عـدد السنين والحساب وبأي لغة من اللغات تعلم ذلك ومتى نحكم عليه أنه تعلم ذلك فعليا وهل النتائج العامة لأي بحث علمي أو عدد الأيام والسنين والحساب تختلف عند البشر باختلاف لغات البشر أم أن الناتج واحد وما هو المصدر العلمي الثابت لتلك المعرفة والعامل المشترك الذي يجمع بين البشرية كلها رغم اختلافاتها الواضحة والجواب متروك للقارئ الكـريم وان أحدا من الناس سألني الإجابة على ذلك قلت له على الفور لا معرفة لنا حقيقية إلا من خلال رسل الله ووصاياه وكـتبه المقـدسة التي أنزلها الله تعالى بعلمه على تلك الرسل وهنا قد يقول لنا قائل وهل يؤمن كل الناس بالأنبياء والرسل وكيف نثبت لهم هذه الحقيقة فبهذا الميزان العلمي يستطيع الإنسان أن يزن بسهولة ويسر أي شيء في الحياة ولقد توصلت إليه بفضل الله بعـد مجهود شاق وبحث عميق دام أكثر من ربع قرن من الزمان وأسأل الله تعالى أن ينفع به الناس جميعا انه ولي ذلك والقادر عليه ولهذا الميزان العلمي كفتين اثنتين يمين وفيها الحروف وشمال وفيها الأرقام ولا يمكن لنا فصل الكفتين عن بعضهما أو تبديل واحدة مكان الأخرى وأن الرقم في هذا الميزان أقوى من الحرف ومقدم عليه لأنه ببساطة يحدد لنا هدفنا بدقة علمية ويحدد لنا كيفية التعامل مع الأشياء والحرف هو مثل الجسد والرقم هو الروح وأرقام الكلمة في هذا الميزان لابد وأن تكون أكبر من عدد حروفها وإذا كانت أرقام الكلمة أقل من تسعة فهي للأسف كلمة معيبة والميزان لا يزن مطلقا الكلمة المعيبة ولابد مـن إصلاحها وقضية ربط الأعداد بالحروف قضية قديمة جدا انشغل الناس بها عبر كل الأزمنة وخضعت لعدة تعديلات مختلفة خلال القرون الماضية حتى ظهرت لنا الطـباعة في القرن الخامس عشر الميلادي فـطبعت هذه الأرقام بأشكالها الحالية تقريبا ومنـذ ذلك التاريخ لم تتعرض للتغيير وبدأ لنا عصرا جديدا من العلم والمعرفة قد ساهم في كل هذا التقدم وكان يمكن للبشرية أن تضاعف هذا التقدم أضعافا كـثيرة لو نجح العلماء قديما أو حديثا في ربط الأرقام بالحروف ربطا علميا ووثقوه وقدموا التطبيقات عليه ولكن هذا للأسف لم يحدث وكل ما حدث هو استخفاف للعقل لا علاقة له بعلم ولا دين ولأول مرة بالبحث العلمي المجرد أقدم ما جاء في كتاب الله القرآن الكريم من آيات توضح لنا بدقة علمية الربط ما بين الحروف والأرقام في ضوء البحث القائم على المقدمات الدقيقة والنتائج الصحيحة والعلم ونتائجه ليس له وطن وكلام الله يعلو ولا يعلى عليه فلا يستطيع باحث في العلم مهما كان مبلغه من العلم إلا ويمضي في بحثه على أساس من سبقه من العلماء أو على دليل موجود له من الطبيعة يقيس عليه ولا يستطيع باحث في العلم أن ينكر أبدا فضل من سبقوه أو أن يتجاهل دورهم ولكنه في نفس الوقت له كل الحق أن ينقد ما شاء أن ينقده ويضيف ما هو جديدا في إطار البحث العلمي المجرد وهكذا يطور البحث العلمي نفسه بنفسه ولولا ذلك ما وصل الإنسان إلى ما وصل إليه من العلم والتقدم ولقد خلق الله الإنسان وأرسل إليه رسله الكرام وانزل معهم كتبه المقدسة كالتوراة والإنجيل والقرآن لكي تحيا البشرية كلها على نور وصاياها الكريمة في حياتها وبعد مماتها فأنزل الله لنا التوراة على سيدنا موسي وأنزل الإنجيل على سيدنا عيسى وأنزل القرآن على سيدنا محمد صلوات الله عليهم أجمعين وبدل أن يتقبل الناس كل هؤلاء الرسل وما حملوه لنا من كتب مقدسة تحتوي وصاياها كل الخير للإنسانية كلها تركوا أصل هذه الرسائل الإلهية وانشغلوا بالرسول ذاته واختلفوا عليه وتقاتلوا من أجله فمنهم من أعلى قدره ومنهم من غالى في محبته حتى قال أنه ابن الله أو هو الله ومنهم من سخر منه وحط من قدره وأنكر وجوده وكلهم جميعا إلا ما رحم ربي على خطر عظيم وفي حاجة إلى إعادة النظر فيما يقولون وذلك من خلال العلم المجرد الذي لا خلاف عليه وإذا تعارض الواقع أو العلم مع الكتب المقدسة فأيها يختار الإنسان هل يختار العلم أم الكتاب المقدس ومن هنا قد نشأ ذلك الصراع المفتعل والمكذوب الذي لا أصل له ما بين العلم والدين وإنما العلم والدين متوافقان معا ومتناغمان معا في الحياة فلا يمكن أبدا لكتاب مقدس قد أنزله الله تعالى بعلمه وآياته تدعونا إلى العلم ورفع قدر العـلماء أن يصطدم أبدا مع حقيقة علمية مؤكدة أو أن يصطدم مع العقل وهو في الكثير من الآيات يعرج بنا إلى آفاق السماء حيث الشمس والقمر والنجوم والكواكب ويلفت أبصارنا وبصائرنا للكون وما فيه لنرى ونتدبر ونفهم أسرار الوجود ونعيش الحياة مع آياته وأحداثه نتعلم منها ونأخذ الحكمة والعبرة وما كنا لنهتدي لهذا لولا أن هدانا الله ولو أننا قد واجهنا أنفسنا بلا خداع وطبقنا هذا القانون العلمي الذي قامت عليه الكتب المقدسة كميزان للحياة ككل الموازين الأخرى التي لا خلاف عليها لاسترحنا جميعا من عناء هذه الصراعات المفتعلة والمكذوبة ما بين العلم والدين وانكشفت لنا كل الأخطاء والأكاذيب التي لا أصل لها علميا ولا يستطيع أحد الاقتراب منها أو التصدي لها بحجة أنها أشياء مقدسة ولكن كيف يتحقق ذلك تعالوا نتابع معا في خطوات تحقيقها فإن القوة الحقيقية تعني سلطان العلم والعـملاق هو من يمتلك التطبيقات العلمية للحياة البشرية وللأسف لدينا عشرات من الكتب التي تملأ المكتبات العامة تحمل قدرا مخيفا من التحريف والأخطاء والأساطير التي لا أساس لها علميا ولا دينيا ولا نملك الشجاعة العلمية والأدبية لتصحيحها