ما يضيرك لو أنّ ما مررت به و وأرّقك سنين لم يكن سوى تمهيدا لبداية جديدة لم تدركها حينها. هناك ترتيبات إلهية تقف دائما في صفّك منصفة أكثر من ترتيبات البشر، رغم الخسارات التي تكبّدتها حينها إلاّ أنّك إحتفظت على الأقل بذاتك ثابتة لم تمل مع الرّيح .قد تتساءل لو أنّي تعاملت في بعض الأمور كما تعامل أغلب من عرفتهم لتغيّر ت المعطيات. كلّ شخص يتصرّف من منظوره الخاصّ و قد لاتتوافق قناعاتك مع قناعة القطيع فتصبح أنت البدعة و الغير عادي في زمن لم نعد ندرك فيه حقيقة المفاهيم . ربّما ظننته فشلا لأنّك سلكت طريقا أضعف من حماستك وجعلك تعيد النظر في أشياء كثيرة. يجهل الناس ماعشته حقيقة لأنّهم يكتفون برؤية القشرة الخارجية فقط، هم يجهلون إحساسك وذلك هو الأهم. ومن ذلك يأتي إقتناعك بفعل ماتراه صالحا لأجلك لا غير ففي جميع الأحوال الكلّ سيحكم عليك من زاويته. قد تكون حسمت قرارك حينها لأنّك لم تقدر على تحمّل سلوكات أرهقت روحك. مع ذلك أنت على وعي تامّ بأنّك لست في عالم مثالي و لن تستطيع الوصول إليه . قد تظهر الفوارق بعد سنوات لتتأكّد بأنّ لا سبيل إلى الشعور بالندم على ماقمت به. أحيانا يأتي الرفق بأنفسنا ضرورة حتى نستطيع مواصلة المشوار، ربّما هذه الحياة تلعب ذات الدور الذي يقوم به النحّات يشكّل منحوتته حتى يصل إلى نسخة نهائية قد تعجبه أو لا تروق له أيضا لأنّها مرسومة في مخيّلته بتفاصيل محدّدة و مقاييس جماليّة خاصّة به، ذلك ما تفعله بنا الحياة تشكّلنا كما تريد لتخرج أجمل ما فينا.