"قصص رعب" أبواب الجحيم - بيت الرعب والفانتازيا

أبواب الجحيم

لم أكن أتخيل يوما أنها بوابات لعالم آخر، ولم أكن أتخيل أنني سوف أحول بيتي الي هذا الجحيم وأن أستقطب هذه المخلوقات البشعة بين جدران بيتي الصغير. أنا شاب أعيش في ولاية كالفورنيا وأعمل كمصور

حيث أسافر الي الأماكن الأستوائية والمحميات الطبيعية لألتقط أجمل صور للطبيعة وأبيعها عبر موقعي الألكتروني.

ان جدران بيتي تملئها الصور فأنا أعشق هذه الهواية فكلما قمت بتصوير مجموعة جديدة من الأماكن أعلقها علي الحائط حتي لم يعد هناك ألا فراغات صغيرة في الحوائط خاصة في صالة المنزل، لكني في بعض الأحيان كنت ألاحظ أن هناك بعض الصور قد تشوهت وكسر اطارها الخشبي الصغير وأجد بقاياها علي أرضية منزلي لكني لم أعبأ كثيرا بذلك.

وفي ليلة ما عدت من أحدي رحلاتي في كندا في الواحدة بعد منتصف الليل، وضعت حقيبتي علي طاولة صغيرة في صالة المنزل وعندما أستدرت لأذهب للأستحمام وقعت عيناي علي الحائط المقابل لي لأجد بعض الصور قد أختفت وأجد بدلا منها تلك العلامة ( 666 ) وحولها الكثير من الدماء.

أنعقد حاجباي كثيرا وتملكني الخوف بينما قفزت التساؤلات في عقلي

من فعل هذا؟ هل دخل حرامي الي منزلي؟ أم أنه شخص يريد أرعابي فقط؟

فجأة أنقطعت الأضاءة وأصبح المكان مظلم عدي ضوء القمر البسيط الذي يتسلل عبر نوافذ المنزل، وقبل أن أتحرك من مكاني سمعت باب دورة المياه يفتح ببطئ، كان هناك من يتحكم فيه ويحدث أزير مخيف جدا، حاولت تشغيل الأضاءة لكن الكهرباء قد أنقطعت عن المنزل فأتجهت نحو الحمام وقلبي يدق سريعا لكن قبل أن أبلغه أنغلق الباب في وجهي بقوة فتراجعت سريعا وانا أصيح " يا اللهي " ووقعت علي الأرض علي ظهري، ذاد خفقان قلبي ولم أدري ماذا أفعل الأن؟

هنا وفي تلك اللحظة رآيت جميع الصور علي الحائط تهتز وقد اختفت المناظر الطبيعية بداخلها وحلت مكانها بشعة منها من له عينان بيضاء دون قرنية ومنها ما هو متشح بالسواد كالفضاء السرمدي وله وجه مشقق بينما كانت الصور جميعها تسيل منها الدماء علي الحائط في أبشع مشهد يمكن أن تراه عيناك.

ثقلت أنفاسي من هول المشهد كشخص يحتضر فأخذت أتنفس بسرعة محاولا أدخال الهواء في رئتي، فجأة سمعت أصوات تصدر عن تلك الوجوه، أصوات غليظة بشعة كأنها تأتي من بئر سحيق، أصوات تشبه أصوات الحيوانات تقريبا فسمعت أحداها بالقرب مني يقول ساخرا

" سوف يأتي أليك أيها البشري اللعين، سوف يلتهم رأسك بين أنيابه "

لم أصدق ما أسمعه وتخيلت أنه كابوس لكنه للأسف كان حقيقة واقعية وتجربة رهيبة أخوضها وحدي في منزلي بعد منتصف الليل.

لكني الأن فهمت كل شئ، ان هذه العلامة (666) هي علامة الشيطان وهذه الوجوه هي شياطين وأرواح شريرة تريد أن تعبر لعالمنا من خلال تلك الصور التي نلتقطها في حياتنا. يا اللهي ماذا أفعل الأن؟

لكن مهلا ، من هو الذي سيلتهم رأسي؟

وبينما أنظر لتلك الوجوه البشعة علي الحائط شعرت بحركة ما خلفي فأدرت رأسي للخلف و...

ورآيت وجه بشع مخيف يصرخ في وجهي جعلني أصرخ أيضا وأقفز راكضا من مكاني وسط الظلام الذي يسيطر علي المنزل فتعرقلت قدماي في أحدي الكراسي وسقطت وأنا أصرخ وأتألم كثيرا، ونظرت علي ضوء القمر الفضي لأري فتاه شابة ذات شعر أسود طويل حتي قدميها ولها وجه أسود تملئه الشقوق التي تخرج منها عناكب صغيرة تلتهمها الفتاه بفمها مرة أخري في منظر بشع ومقزز، ولها أعين بيضاء مخيفة دون حدقة أو قرنية، أما يدها فقد ظهرت مكانها مخالب كالحيوانات وقدميها كانت لها حوافر كبيرة وترتدي الفتاه رداء أبيض تسيل منه الدماء علي الأرض فكلما سقطت قطرة دماء تحولت الي ثعبان صغير يطلق فحيح مرعب.

أتسعت عيناي من هول ما أراه في منزلي، هل يمكن للصور الضوئية أو الفيتوغرافية أن تكون بوابات لتلك الكائنات البشعة؟

فجأة أختفت الفتاه وظهرت أمامي مباشرة، ظهرت من العدم وقربت وجهها مني وشعرت بأنفاسها الكريهة تلفح وجهي وبصوت يشبه فحيح الأفعي قال الشيطان " ستموت "

شعرت برجفة في جسدي وذادت دقات قلبي كثيرا حتي كاد أن يتوقف من شدة الرعب الذي أشعر به الأن. هنا ضربني الشيطان بقوة فطار جسدي ليصطدم بالحائط وأسقط عند المدفأة وقد سالت الدماء من فمي وملئت الألآم جسدي. هنا رفعت رأسي الي الله الرحيم القدير أدعوه أن ينقذني من ذلك الشيطان الذي رآيته يقترب مني ثانية وقد أتسع فمه كالثعبان الذي يلتهم غزالة في الغابات.

رفعت صوتي عاليا " بسم الله الرحيم الجبار "

هنا توقف الشيطان بل تراجع وهو يشعر بألم عندما ذكرت أسم الله الخالق الجبار وصاح بي بصوته المخيف

" اخرس أيها البشري اللعين لا تنطق اسمه "

لكني ظللت أذكر اسم الله عاليا وبقوة بينما الشيطان يتراجع ويتألم، هنا وجدت بجانب المدفأة عبوة سائل الأشعال فأمسكت بها واخرجت قداحتي من جيب سروالي وقمت وأنا أنظر للشيطان بغضب وأنا مازالت أذكر أسم الله العظيم ثم أقتربت منه ووجهت فوهة عبوة سائل الأشعال نحوه ورفعت قداحتي أمامها و

وأشعلتها

وأنطلقت النيران في وجه المسخ البشع وأخذت تلتهم جسده رويدا رويدا وهو يصرخ عاليا حتي لم يتبقي منه الا الرماد الذي ملئ الأرض.

ان الجان والشياطين خلقهم الله من النار لكن النار تقتلهم تماما مثلنا نحن كبشر لقد خلقنا الله من طين ولكن عندما يقع علينا تتسخ أجسادنا.

( أنها حكمة الله العزيز )

فجأة أختفي الشيطان من أمامي

أختفي وهو يحترق تماما ، بل وأختفت النيران معه ولم تعد موجودة نهائيا

لكن الشر لم ينتهي بعد في تلك الليلة الرهيبة فقد رآيت الصور المعلقة علي الجدران تهتز مرة أخري وهناك أذرع ووجوه بشعة تحاول الخروج منها، لقد هزمت شيطان للتو لكن كيف ساهزم كل هؤلاء جميعا؟

كما انني لن اسمح لهم بالعبور الي عالمنا عبر تلك الصور اللعينة التي كرهتها كما كرهت تلك المهنة نهائيا، لذلك جائتني فكرة ما، فكرة خطيرة جدا يمكن ان تنهي حياتي

دخلت الي المطبخ وفتحت صمامات الغاز ثم ركضت سريعا بعد ان مسكت قداحتي وبينما اعبر صالة منزلي رآيت بعض الشياطين الذي استطاعوا الخروج بالفعل بينما الباقين يحاولون الخروج ولن أخبركم باشكال هؤلاء فهم أبشع بكثير

ولكني لم أري باب المنزل، فقد أختفي تمام وكأنه لم يكن موجودا بالأساس فأتجهت الي نقطة معينة وبكل قوتي قفزت عبر أحدي نوافذ منزلي وأنكسرت بينما جسدي يعبر خلالها وسقطت في الحديقة ثم قمت سريعا ونظرت عبر النافذة لأري الكثير من الشياطين البشعة المخيفة فأشعلت قداحتي وقذفتها داخل المنزل الذي أشتعل فجأة من فعل الغاز المنتشر فيه ودوي الأنفجار الكبير الذي اطاح بجسدي بعيدا وقد ملئتني الحروق والجروح، لكن الشر قد أنتهي الأن وتم أحراق الشياطين جميعا.

ومرت سنوات بعد ذلك تركت فيها مهنة التصوير وعملت بهواية أخري قد أعشقها مع والدي وهي " الصيد " فقد أبتعت قارب صغير للصيد وفتحت متجرا للأسماك أما منزلي الجديد فالجدران فيه نظيفة تماما من الصور.

                                تمت بحمد الله

الكاتب " إسماعيل محمد

لمزيد من القصص الحصرية علي مدونة ( بيت الرعب والفانتازيا )