"قصص رعب مخيفة" العشاء الأخير - بيت الرعب والفانتازيا

العشاء الأخير

مرحبا, أسمى "جاك" أعمل كحارس ليلى فى أحد المتاحف للأحياء المائية فى ولاية "كالفورنيا " الأمريكية, لا أعلم لماذا أكتب هذا فى مذكراتى؟

ربما لأننى خشيت أن أتحدث مع الشرطة حتى لايتهموننى بالجنون.

لقد أستلمت عملى منذ عدة أيام فقط فى المتحف ومرت أول ليلة بسلام لكن فى الليلة الثانية وعندما كنت أجوب المتحف أثناء فترة نوبتي سمعت صوت ما، صوت شخص يستغيث، الصوت يأتي من غرفة الصيانة فى آخر الممر الجانبى بعد صالة العرض مباشرة, تملك الخوف من قلبى وأنا أقترب من الغرفة؟ توقف الصوت فجأة فأخرجت سلسلة المفاتيح وفتحت الباب, كانت غرفة صغيرة مليئة بأدوات صيانة وخراطيم مياه وبعض الأدوات الأخرى ووجدت صندوق خشبى كبير مربع الشكل وضعت عليه لاصقة كبيرة كتب عليها :

" لا تفتح الصندوق "

ولكن أين مصدر الصوت الأن؟ أين ذلك الشئ الذى كان يطرق بقوة ليستغيث به أحد؟

ألتفت لأغادر الغرفة ولكن شئ ما همس بداخلى " أفتح الصندوق "

ذاد شغفى كثيرا فحدثت نفسى بخفوت

" لما لا أرى ما فى الصندوق؟ "

كان هناك رتاج حديدى على غطاء الصندوق لكنه لم يكن مقفلا أستغربت الأمر, فأذا كان شخص ما يريد عدم رؤية أحد ما لمحتويات الصندوق فلما لم يغلقه جيدا؟ لماذا يتركه مفتوح هكذا؟

رفعت الغطاء بهدوء فوجدت بداخله لوحة كبيرة, لوحة من الألوان المختلفة لسبعة أشخاص يجلسون على مائدة مستطيلة الشكل يرتدون الزى الحربى لحقبة من القرون الوسطى من الزمان, هل يعقل أن الصوت الذى سمعته يأتى من تلك اللوحة؟

تركت اللوحة فى مكانها وأغلقت الصندوق وعدت إلى مكتبى بجوار باب المتحف، وفى اليوم التالى أستيقظت فى الرابعة عصرا وتناولت طعام الغذاء مع زوجتى "سارة" التى تعشق الفنون وخاصة الرسم, وبينما نتناول الغذاء سألتها بهدوء

" سارة هل تعلمين أسماء أشهر اللوحات الفنية؟ "

رآيت نظرات أستغراب على وجهها فهى تعلم أننى لاأحب الفنون بطبيعتى لكنها أجابتنى على أية حال وبعدها سألتنى عن سر سؤالى فأجبتها

" أنه ليس بالأمر الهام "

لم أنتبه لهاتفى عندما أستيقظت من نومى لكنى بعد الغذاء رآيت رسالة من رقم مجهول كان مكتوب فيها عدة أحرف بهذا الشكل

و .ل .ى .ا .م

كانت الحروف تجميع لأسم "وليام"

ولكن من هو وليام ؟

فى تلك اللحظة طرق شخص ما باب المنزل ففتحت لأرى ضابط شرطة سألنى عن جارى "وليام" الذى يقطن فى المنزل المجاور لى وعلمت منه أنه قد قتل

وليام قد قتل, لم أصدق هذا فقد كان شخصا صالحا.

أنهى الضابط حديثه معى وغادر منزلى وتناقلت الأخبار فى تلك المنطقة السكنية التى أقطن بها وعلمت أن "وليام" قد أنتحر, قام بقطع شرايين يده.

ولكن لماذا ؟

لم يكن الرجل على خلاف مع زوجته قط، ذهبت الى عملى فى الثامنة مساءا وفى الساعة الثانية بعد منتصف الليل سمعت نفس الصوت الذى سمعته بالأمس, تملكنى الخوف كثيرا وسرت قشعريرة فى أطرافى وأنا أتقدم نحو غرفة الصيانة فتحت الباب ودلفت الى الداخل لأجد الصندوق الكبير مفتوح واللوحة خارج الصندوق, فتحت عيناى عن آخرها محاولا أستيعاب الموقف, ليس لأننى وجدت اللوحة خارج الصندوق فيمكن لأى شخص مما يعملون صباحا أن يفعل ذلك ولكن لأننى رآيت ستة أشخاص فى اللوحة وليس سبعة كما رآيتهم بالأمس كما أنهم كانوا يبكون عدى ذلك الشخص الذى كان يجلس فى منتصف الطاولة كان يضحك بخبث

" يا اللهى, ما هذا؟ ماالذى يحدث لى؟ "

نطقت بالكلمة غير مصدق ما يحدث؟ هل هذه اللوحة تتغير من تلقاء نفسها؟ أم أنها مسكونة؟

ظللت طوال الليل أفكر فى أمر تلك اللوحة وبينما أنا كذلك جائتنى رسالة أخري على هاتفى من نفس الرقم المجهول بها مجموعة أحرف أخري بهذا الشكل

ب.ا .ت .ر .س .و .ن

أنه أسم "باترسون " وهو أسم رئيس عملى هنا فى المتحف، إن هذه الرسائل تأتى من رقم غريب وهو الذى أرسل لى الرسالة بالأمس, قمت بالأتصال بشركة الأتصالات وأخبرنى موظف خدمة العملاء أن هذا الرقم غير مدرج فى قائمة السجلات النشطة لديهم ولكن فى الصباح وعندما عدت الى منزلى جائنى أتصال من زميل لى يخبرنى أن رئيسى "باترسون أدجار " قد أنتحر

" يا اللهى, ما الذى حدث؟ هل هذه اللوحة لها علاقة بحوادث الأنتحار تلك؟ ماذا يحدث لي؟ هل جننت أم ماذا؟ "

فى الليلة التالية لم أنتظر سماع الأصوات ودخلت مباشرة الى غرفة الصيانة بعد أستلام عملى لأفاجأ بأن عدد الأشخاص فى اللوحة صاروا خمسة بينما الرجل الذى يجلس فى المنتصف يضحك بخبث وفى يده سكينا بينما على الطاولة قطع من أجزاء بشرية والدماء تلوث الطاولة وتسيل على الأرض، لقد تغيرت معالم اللوحة عن أمس وأول أمس.

الأن فهمت كل شئ,

أن تلك اللوحة ملعونة

نعم ملعونة وهذا ما جعلنى أبحث عنها على الأنترنت ولقد وجدتها،

أنها لوحة " العشاء الأخير " لليوناردو دافنشى الرسام الشهير, بالتأكيد أنها ليست النسخة الأصلية, أنها نسخة تقليدية, ولكنها ملعونة

فى تلك اللحظة وصلتنى رسالة أخرى بهذا الشكل

م _ى _ر _ن _د _ا

أنها "ميرندا " أخت زوجتى, لا ... لا

لابد أن أحذرها فورا ولكن ماذا سأخبرها ؟بالطبع ستتهمنى بالجنون

فى الصباح خرجت من عملى سيرت فى طريقى نحو منزلى وأنا أنتظر الخبر اليقين,

لقد أنتحرت "ميرندا "

هكذا أخبرتنى زوجتى وهى تبكى فحاولت تهدئتها قدر الأمكان وأخذت أفكر فيما يحدث؟ لابد أن أضع حدا لهذا, لا بد أن أحرق تلك اللوحة اللعينة؟

ذهبت فى تلك الليلة الى عملى ودخلت فورا الى غرفة الصيانة حتى أننى لم ألقى التحية على زميلى الذى أستلم منه فترة عملى الليلة فى المتحف، وجدت اللوحة بالخارج كما كانت ليلة أمس ووجدت أربعة أشخاص بدلا من خمسة والرجل يضحك بخبث والقطع البشرية ذادت على الطاولة التى غطتها الدماء بالكامل، حاولت أن أكسرها لكن الغريب أنها كانت في قوة الفولاذ، أشعلت النيران بها لكن النيران خبت وظلت اللوحة كما هي، نظرت لعيون ذلك الرجل الذي يجلس في المنتصف فان ينظر لي بخبث كبير، وكالعادة وصلتنى رسالة أخرى, أنه أسم "باولو "

بالتأكيد هو زميلى فى العمل الذى أستلم منه فترة عملى الليلية, وبالفعل صار عدد الأشخاص ثلاثة فقط وكما تعودت أن أرى فى الليالى السابقة الرجل يضحك بخبث شديد والشر يذيد في عينيه

القطع البشرية ذادت على الطاولة والدماء أيضا

لقد صارت اللوحة مذبحة بشرية, صارت مقيتة الي حد كبير وأكثر شهوة للقتل والدماء، لقد حاولت أن أتخلص منها ولكن لم أستطع, حاولت أن أمنع نفسى من القتل ولكنها كانت تأمرنى بذلك, كانت تسيطر على وتشل تفكيرى وكيانى كله, حولتنى لآلة هدفها القتل فقط لذلك فعلت ما أؤمرت به، قتلت هؤلاء الخمسة, كنت أستغل عملى فى المناوبة الليلية وأتسلل أليهم كل ليلة فى منازلهم وأقتلهم بهدوء بعد حقنهم بمخدر وجعل الحادثة كأنها أنتحار.

لقد وصلتنى الرسالة السادسة

س . ا. ر. ة

" ياللهى, أنها سارة زوجتى "

صرخت بغضب كثيرا لكن هذا الكيان الشيطانى داخل تلك اللوحة اللعينة كان يسيطر على بالقوة, ذهبت الى منزلى فى الثالثة فجرا, زوجتى سارة نائمة كالملائكة حقنتها بمخدر قوى ثم قمت يشنقها فى صالة المنزل ثم عدت الى عملى فى المتحف

لكن مهلا

لقد وصلتنى الرسالة السابعة والأخيرة,

أنه أسمى ...

                               أنتهت المذكرات

أنهى ضابط الشرطة قراءة المذكرات التى وجدها فى سترة القتيل ثم نظر لجثة "جاك" وتمتم بأستغراب " يا اللهى القتيل هو القاتل " قام بعدها ودخل الى غرفة الصيانة ووجدت صندوق كبير فقام بفتحه ليرى لوحة كبيرة لسبعة أشخاص يجلسون على طاولة كبيرة ويرتدون زى عسكرى من القرون الوسطى, أخذ الضابط ينظر للوحة كثيرا قبل أن يغلق الصندوق مرة أخري ويأمر بنقل الجثة بينما عقله غير مصدق ما حدث؟ وما قرأه في مذكرات الحارس الليلي، وأغلقت القضية سريعا بعد أن تم أخذ مذكرات القتيل كدليل علي أرتكابه لهذه الجرائم البشعة. وبعد ثلاثة أيام جلس الضابط في غرفة مكتبه وهو يبحث عن كل المعلومات التاريخية التي تخص لوحة "العشاء الأخير" وظل ينظر لصورة اللوحة أمامه كثيرا، وفي المساء عاد الي منزله بعد يوم عمل طويل وشاق وبينما كان يتناول العشاء مع زوجته جائته رسالة علي هاتفه من رقم مجهول، رسالة عبارة عن عدة أحرف تكون أسم شخص ما.

                            تمت بحمد الله تعالي

                            **********
                        الكاتب/ إسماعيل محمد 

لمزيد من القصص الحصرية علي مدونة " بيت الرعب والفانتازيا "