دائماً ما يجول في ذهني حديثٌ عن المعنى الحقيقي لكلمة ثقافة، في الحقيقة لدي العديد من الأصدقاء ممن هم مدمني قراءة الروايات( لا الكتب)، في المقابل أشعر بنفسي غريباً حينما أشاركهم جلساتهم حيث أنني أرى أن معظم تلك الروايات لا طائل منها ولا تمثل فائدة حقيقية للقارئ خصوصاً تلك المكتوبة باللهجة العامية المصرية والتي حينما يتحول الحديث إليها أشعر بالإشمئزاز وكأنني أفتح كتاب يجمع منشورات فيسبوكية منمقة، لذلك أستغرب كثيراً حينما أجد الكثير ممن يُدعون بالمثقفين بين أقرانهم(في اوساط الشباب) حين تسألهم عن توصيات لأجمل أو أكثر تأثيراً مما قرأو من كُتب فتتفاجئ بسيل منهمر عليك من التوصيات الروائية والتي لا يخلو منها ما هو باللهجة العامية، سؤالي هنا: هل تمثل الروايات القصصية عموماً والعامية خصوصاً مقياساً تحدد من خلاله ثقافة الفرد حقاً ؟
الكتاب أم الرواية .. أيهما يمثل الثقافة الحقيقية!
أمّا الثقافة، فهي كلمةٌ فضفاضة دون مقياسٍ أو معيارٍ حقيقيّ. وأمّا ما يُدّعى بأنّ اسمهُ "كتب" عامّيّة فهو كما تكلّمتُ هنا عن الكتّاب العاميّين سابقًا:
إنّ أفضل وصفٍ أستطيع تخيّلهُ لهكذا كتّاب هو أنّهم كشخصٍ دخل بيتًا راقيًا دافئًا أنيقًا بحذاءٍ متسخٍ مغطّى بالطين والوحل وملابسٍ مبلولةٍ بمياه المستنقعات صارخًا وراقصًا في وسط المنزل.
هذا ليس تنوّعًا، هذا قتلٌ للأدب، العربيّةُ للعرب والعاميّةُ لك وحدك، هذا هو الأمرُ بكلّ بساطة.
أخي انا لا ارى ان الروايات تجلب ثقافة او تصنع مثقفاً،
الكتب المعرفية (تاريخ - سياسة - علوم - إلخ)
اما الروايات فأنا آخذها للتسلية أثناء جلوسي في شرفة منزلي ليلاً والناس نيام او في الصباح الباكر جالساًَ على كرسيي أحتسي مشروبي المفضل
وهذا ما أتفق معك فيه ومن وجهة نظري أراه صحيحاً، الروايات للمتعة الكتب للمعرفة، هذا كان رأيي دوماً.
ربما كانت أغلب الروايات هي للمتعة سواء تعمد كاتبوها الكتابة لأجل المتعة أم أن القارئ اتخذ من الرواية وسيلة استمتاع , ولكن هذا لا ينفي أن هناك عددًا من الروايات مثلًا قامت بتوثيق أحداث تاريخية معينة وتحدثت عنها بصورة روائية , مشاهد سياسية , قضايا اجتماعية متنوعة كل ذلك موجود في الروايات , فمثلًا لو أردت الحديث عن بعض المشاكل الاجتماعية مثل العنوسة والبطالة وغيرها فإن الوسيلة الأمثل للحديث عنها من وجهة نظري هي صياغتها على صورة رواية وجعل الشخصيات تعيش في تلك المشاكل وتتلظى بنارها , هذا ربما يكون أقرب للقارئ وأسهل في إيصال الصورة وأكثر تأثيرًا كذلك من مجرد كلام نظري .
بالنسبة لي ما لاحظته هو ان الاشخاص المثقفين جدا عندما تسألهم فتكون الاجابة انهم يقرؤون الكتب وهاؤلاء قليل ، اما قراء الروايات فهم العوام من الناس ، عندما تدخل الى مجموعة فيسبوك فغااالبا ستجد قراء الروايات ، والرواية هي الاكثر لديهم ، حتى انه يمكنك حفظ عناوينها من كثرة تكرارها ، يدورون حول حلقة من الروايات فقط .. الخيميائي ، الاسود يليق بك .. الخ من العناوين المشهورة
هل تمثل الروايات القصصية عموماً والعامية خصوصاً مقياساً تحدد من خلاله ثقافة الفرد حقاً ؟
القراءة في حد ذاتها وسيلة جيدة للتثقيف سواءاً كانت كتب أو روايات بالفصحى أو بالعامية.
خصوصاً تلك المكتوبة باللهجة العامية المصرية.أغلب من يُفضلون هذه الروايات ممن أعرفهم يقرأون للتسلية فقط، واختيارهم للعامية قد يكون لعدم إجادتهم لقراءة الفصحى.
أما عن رأيي الخاص، فالكتب أفضل بكثير من الروايات من ناحية الإفادة، أما الروايات فهي أفضل من ناحية التسلية بالرغم من أنني أُفضل الأفلام والمسلسلات عليها، لكنها لا تزال رائعة حينما تقرأ الرواية الصيحية بالشكل الصحيح.
لست ضد الروايات العامية ولست خائفا من اندثار العربية لكن
اشعر بان الروايات العامية كما اسمها : للعوام ..
اما متذوقو الادب فلا يليق بهم قراءة الا ما خط بالفصحى
بالنسبة للافضلية بين الكتاب و الرواية
ولفترة قريبة .. كان رأيي تماما من رأيك
فما الفائدة المرجوة بقراءة رواية من 400 صفحة باحثا فيها عن فكرة هنا او مأثورة هناك
بينما كتاب تنمية وتطوير ذات تجد بين دفتيه مئات القواعد والقوانين الجاهزة للتطبيق !؟
لكن
عندما قررت يوما كعادتي ، تغير عادتي ، و تجريب المختلف ،، وقرات رواية ما ،،
لمست بفكري ايام الطفولة وعشت ذكريات ما قبل النوم و اكتشفت من جديد جمال القصص
شعرت حينها بمتعة السيناريو و خبث الحبكة و درامية الاحداث ، احسست باصغر التفاصيل و اجمل المشاعر و ذقت متعة الحرية و شهدت صعوبة الفراق ، عشت مع الشخصيات في فرحها و رقصت لحبها و حزنت لألمها ،، رسمت بخيالي الاماكن و شققت بمنظوري الشوارع و نحتت وجوه الشخصيات ، اصبحت الروايات تسلب قلبي و غدت ادمانا لي تعطيني الخبرة على شكل جرعات .. تحررني من نفسي ،، فلا زمان محدد ولا مكان مقيد ،
انت وخيالك و الكلمات ، و صدقني
لا اجمل من هذا الثلاثي ♥
ربما يفيدك هذا الموضوع ..
التعليقات