يتحدث الدكتور فؤاد زكريا في كتابه التفكير العلمي عن موقفنا من العلم في الماضي والحاضر! في محورين، قائلًا:

الأمر الأول هو أننا بعد أن بدأ تراثـنـا الـعـلـمـي فـي الـعـصـر الـذهـبـي للحضارة الإسلامية: بداية قوية ناضجة سبقنا بها النهضة الأوربية الحديثة بقرون عديدة ما زلنا إلى اليوم نتجادل حول ابسط مبادئ التفكير العلمي وبديهياته الأساسية. ولو كان خط التقدم ظل متصلا منذ نهضتنا العلمية القديمة حتى اليوم لكنا قد سبقنا العالم. كله في هذا المـضـمـار إلـى حـد يستحيل معه أن يلحق بنا الآخرون. ومع ذلك ففي الوقت الـذي يـصـعـدون فيه إلى القمر نتجادل نحن عما إذا كانت للأشياء أسبابها المحددة وللطبيعة قوانينها الثابتة أم العكس.

وأما الأمر الثاني فهو أننا لا نكف عن الزهو بماضينا العلمـي المجـيـد ولكننا في حاضرنـا نـقـاوم الـعـلـم أشـد مـقـاومـة.

[الصفحة ٧+٨]

ويستمر في الحديث.. فيتحدث عن التناقض بين الزهو بأمجاد الماضي والاستخفاف بالعلم الحديث، قائلًا:

فمن الجائز أن أولئك الذين يفخرون بعلمنا القديم إنما يفعلون ذلك لأنه «من صـنـعـنـا نحن» أي أنهم يعربون بذلك عن نوع من الاعتزاز القومي ومن ثم فهم لا يأبهون بالعلم الحديث ما دام «من صنع الآخريـن». ومـن الجـائـز أيـضـا أن تأكيدهم لأمجاد العرب في ميدان العلم إنما يرجع إلى اعتزازهم «بالتراث» أيا كان ميدانه ومن ثم فان كل ما يخرج عن نطـاق هـذا الـتـراث يـسـتـحـق الإدانة أو الاستخفاف في نظرهم.


صراحةً، أخالفه بأننا «نقاوم العلم أشد ممقاومة».