الأمر بسيط للغاية .. الأدب الخيالي يعتبر بمثابة الترف الفكري.. والقارئ العربي لايزال عطش ونهم .. لما يصل لمرحلة الترف سيقرأها حتماً

لنقسها على هرم ماسلو للحاجات الانسانية

وهل كان قراء الأدب الخيالي لدى الغرب بنفس الزخم بالعصور الوسطى؟ طبعاً لا .. لكن مع مئات السنين أصبح لديهم تشبع بالأساسيات وحان وقت الترف

توجد بعض الاسباب

1. البعض لديه القناعة ان المعرفة التي تأتي من القصص الغير حقيقة، معرفة كاذبة

2. البعض ليس لديه المخيلة الكافة للأستمتاع بهذه القصص

3. البعض يعتبر التسلية شيء دوني

4. البعض ليس لديه الخلفية العلمية لكي يفهم الخيال العلمي و يستمتع به

5. البعض يكرر ما يسمعه من الناس و ان الادب الخيالي سيء و غير مفيد

6. البعض يحرم هذا النوع من الادب

و الخ من الاسباب التافهة

لذا نصيحتي لك، استمتع بما تقرأ و لا تلقي بالا بالناس.

في الحقيقة الأدب الخيالي مختلف كثيرا عن غيره من الكتابات فهو على عكس ما يظن الجميع ..عبقرية فذة ..بعيدة كل البعد عن السذاجة والسخافة ..

فهو يختلف عن غيره من الكتابات في عدة نقاط منها :

1- أنه يوصل فكرة وقضية و ذلك عن طريق تصوير أحداث و مغامرات خيالية لا صلة لها بالواقع تماما وهذا بحد ذاته صعب .. فابالإضافة الى ايصال هدف معين يجب على الكاتب أن يتخيل قصصا وشخصيات و أحداث كلها من نسج خياله ..

2- في الآداب اأخرى ..الواقعي مثلا ..يمكن للكاتب أن يقتبس من قصص حقيقية موجودة في الواقع و يضع لها في الأخير خاتمة أو ما نسميه بالعبرة من الحكاية ... أي أن لديه قاعدة ينطلق منها ..

...بينما في الأدب الخيالي فإنك تنطلق من صفر إلى أن تنتهي بقصة كاملة من أحداث وحبكة الى عبرة في الأخير ..أي أنه يحتاج الى مخيلة كبيرة وعمل أكبر ...

3- يتميز الأدب الخيالي أيضا بأنه يمكن أن يشرح عدة قضايا سياسية و إجتماعية صعبة بسهوله وذلك عن طريق قصص خيالية ..عن طريق بتمثيلها بحيوانات أسطورية ..بالاضافه الى تجاوز العقبات والعرقلات السياسية ..فيمكنه استخدام كلمة الشر و الخير و تمثيل الصراع بينهما .. و يوضح الشرير الأكبر و الذي قد يقصد به شخص أو طائفة أو مجموعة سياسية و الصراع ضده والذي يتمثل باالبطل في القصة ..

وكما قلتي أختاه... فإن نزوح الإنسان العربي عن قراءة هذا النوع من الأدب حقيقة لا يمكننا انكارها .. وفي العادة الأسباب هي السخيفة .. كالعقلية القديمة و رفض هذه الفكرة دون حتى تجريب الأمر ..ربما هربا من الأقاويل ففي العادة ينسب الناس هذا النوع من الآداب الى أمور طفولية لا طائل منها ..

و يرى الكثير بأن القراءة في مجالات أخرى أهم ...و ذلك بسبب بحثهم عن لقب مثقف في المجتمع و لكن هذا هو الخطأ الأكبر

فالانسان المثقف لا ينحاز تحت العناوين ..بل هو يقرأ كل شيئ ..و في كل المجالات هذا ما يجعلك مثقفا بحق ..البحث عن المعرفة في كل شيئ و ليس الانصياع لما يمليه علينا المجتمع...

و شكرا لك أختي على هذا الطرح المهم و المفيد حقاا :ç

عذرا. ولكن ما المقصود بالأدب الخيالي؟ هل من الممكن ان تعطيني امثلة؟

لا يميل القارئ للأدب الخيالي.. لأنه خيالي! فالإنسان يُريد أن يقرأ شئ منطقي موزون، و لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الأدب الخيالي سئ أو ردئ، القراءة بشكلٍ عام تُفَتَّح أفق الإنسان وتعلي من قدرة، أحياناً أستخلص نظريات في بعض العلوم البشرية لا أقدر علي التوصل إليها بالقدر المطلوب من كتاب مباشر يناقش هذا العلم، يمكن للقارئ أن يستخلص مفاهييم ونتائج من رواية تندرج تحت الأدب الخيالي لا يقدر علي إستخلاصها من كتاب في علم الفلسفة مثلاً، العامل الأهم هو ذكاء القارئ.

ليس الأمر مقصورًا على الروايات، فكلّ شيء عند العرب ينبغي أن يكون على نمط واحد، فالأغاني أكثرها عن الحب وكلها يشبه بعضها بعضًا، وكذلك المسلسلات والأفلام هي إما عن الحب وإما عن الفقر وإما عن العلاقات العائلية، وقلّما يخرج أي عمل "أدبي" عن هذا العُرف وهذه العادة.

أنا أيضاً لا أميل لهذا النوع، وأرى أيضاً أن كتاب الأدب الخيالي يفتقرون إلى الخيال، حين كنت أكتب روايتي الأولى مثلاً، وضمن أحداث القصة البوليسية، كنت أحتاج إلى إظهار الغليون وسيلة للقتل بطريقة ما، توقفت عن الكتابة ليومين تقريباً وأنا أفكر في حل للقصة، وانتهى بي الأمر إلى إعادة صياغة القصة من منتصفها، لو كنت عوضاً عن هذا كاتب خيال علمي مثلاً، لقلت بأن شركة ASMX-11 قد أنتجت في عام 2058 غليوناً يستطيع قتل الإنسان، السبب واضح إذاً، حين لا يستطيع كاتب الخيال إيجاد مخرج ما لقصته، فإنه سيخترع جهازاً جديداً أو قدرة ما لتصريف نفسه، وحين أقرأ أدباً بوليسياً مثلاً، فإنني أتشوق كلما تعقدت القصة للنهاية، أما في القصة الخيالية، فإنني أعلم بأن الكاتب سيقول لي أن دربوليكس-2948 قام بتطوير نفسه وتدمير أعدائه في آخر ثانية لينتصر الخيرعلى الشر، لا أرى خيالاً في استعمال هذه الطرق المختصرة والسهلة.

الأدب الخيالي صدقيني ينتهي بصاحبه الى امراض نفسية مستقبلا اعتبره بداية السلوك الشاذ