عندما نقرأ رواية أو نشاهد عملًا دراميًا، كثيرًا ما نجد أنفسنا مفتونين بشخصية باردة، ذكية، غامضة، وأحيانًا قاتلة دون رحمة.

ورغم كل ذلك… نُعجب بها، بل أحيانًا نحبها.

لماذا؟

أعمل حاليًا على رواية تدور في مدينة خيالية، والبطل الرئيسي فيها يُدعى كريستوفر لوكستون – رجل قاتل، بارد، سايكو، لا يعترف بالمشاعر، يعامل الناس كأنهم أقل منه، يبتسم قليلًا… لكنه في غاية الجمال والجاذبية، ذكي، يملك شركة أمن وتحقيقات خاصة تُخفي خلفها عالمًا من العمليات القذرة.

ومع ذلك – أو ربما بسبب ذلك – أصبح من أكثر الشخصيات التي أُحب الكتابة عنها.

وهنا بدأت أتساءل بصدق:

لماذا نُفتَن بالشخصيات السايكوباتية في الروايات؟

هل لأنهم يشبهوننا من الداخل؟ أم لأنهم نقيضنا ونحب أن نراهم يعبّرون عمّا لا نجرؤ على قوله؟ أم هو مجرد انبهار بالقوة الخارقة للبرود؟

إليكم بعض الأفكار التي خرجت بها:

🧊 1. لأنهم لا يشعرون… ونحن غارقون في مشاعرنا.

الشخصية الباردة تحسم الأمور، تقتل إذا لزم الأمر، لا تتردد.

بينما نحن – في الواقع – نعيش في دوامة من التردد والخوف والتفكير الزائد. نحب أن نرى من يفعل ما لا نستطيع فعله.

🧠 2. الذكاء + الغموض = سحر لا يقاوم.

غالبًا ما يكونون أذكياء جدًا، يحلّلون كل شيء، لا يثقون بأحد، يعرفون كل نقاط الضعف.

القارئ بطبعه يحب أن يُفاجأ، وهذه الشخصيات لا تكشف أوراقها بسهولة.

🦴 3. في كثير من الأحيان… يكون ماضيهم مكسورًا مثلنا.

الخلفية المظلمة، الطفولة المعذبة، الخيانة، الوحدة… تجعلنا نتعاطف معهم رغم فظاعتهم.

نقول في داخلنا: "لو كنتُ مكانه، ربما كنتُ سأفعل الشيء نفسه."

🔁 4. لأننا ننتظر التغيير فيهم… ونحب مشاهدته.

عندما يقع السايكو في الحب، أو يبدأ في التغيّر، نشعر أن هناك أملًا.

كأننا ننجح في "إصلاحه". وهذا يمنحنا شعورًا بالانتصار العاطفي.

مثال حي من روايتي:

كريستوفر قاتل محترف، لا يبتسم، لا يثق بأحد، يخضع العالم لتحكمه.

لكنه في منتصف الرواية… سيتغير. ستدخل "إلينور" في حياته.

لن تُغيّره بكلمات ناعمة، بل بقوتها، بماضيها الجريح، بذكائها.

وسيجد نفسه أخيرًا في مواجهة شيء لم يعرفه من قبل: المشاعر.

سؤالي لكم:

هل أحببتم يومًا شخصية شريرة أو باردة جدًا في رواية أو فيلم؟

من هي؟ ولماذا؟

وهل تعتقدون أن هذه الشخصيات تعكس شيئًا خفيًا فينا، نحن القرّاء؟