الكاتبة الإنجليزية ماري هوبسون أثناء تعافيها من إحدى الجراحات أهدتها ابنتها رواية الحرب والسلام لتولستوي لتقرأها، لكنها أحست أنها لم تفهمها حقًا، فاتجهت لتعلم اللغة الروسية في عمر السادسة والخمسين حتى تستطيع قراءة الرواية بلغتها الأصلية، وبالفعل شعرت بالفرق عند قراءتها للرواية بلغتها الأم وشعرت أنها فهمتها بشكل أكبر من عندما قرأتها مترجمة بالإنجليزية.
هناك كاتبة أعرفها كانت تشتكي من ترجمة أحد المترجمين العرب لرواية أجنبية مسيحية، ووضحت أن سبب انزعاجها يرجع لاستخدام المترجم ألفاظًا وتعبيرات قرآنية فيما يُفترض أنه أدب مسيحي! وأن هكذا الترجمة غير دقيقة وغير احترافية فهو لم يترجم أو ينقل المكتوب بلغة أخرى فقط لكنه ترجم بطريقة متأثرة بأفكاره ومعتقداته الشخصية لدرجة واضحة لمن يقرأ النص، ووصلت درجت استيائها من الترجمة أنها اتهمت المترجم بتحويل الرواية المسيحية إلى رواية إسلامية!
هذان المثالان يمكن اعتبارهما دليل قوي على قدرة الترجمة إما بإعطاء الحياة للعمل الأدبي من كتاب أو رواية بلغة أخرى، أو تشويه وضرب العمل الأدب في مقتل بطريقة تجعل القاريء ربما لا يستطيع فهم العمل المترجم أو الاستياء منه وتركه، أو حتى أخذ فكرة خاطئة عن أن العمل الأدبي الأصلي غير جيد وأن الكاتب أسلوبه سيء وغير محترف.
فإلى أي مدى تتفق مع أن ترجمة الكتب والروايات قد تأخذ من روح الكاتب والنص الأصلي؟
التعليقات