كان الجو ليلا، ينظر واطسون الى القمر من نافذة صغيرة لآخر بيت صامد. "متى نُمنَحُ الضوء؟" يسأل بصوت متحسر خافت..
أجابه أراشي دون أن يرفع عينيه عن القصاصة التي بين يديه:
"الضوء لا يُمنح يا واطسون، لكن له ميعادا، ذلك البدر الجميل، لا تنتظره في النهار..لكن استغل شمس الشجاعة".
يقترب واطسون منه ويحدّق في الورقة، كلماتها مكتوبة بخط مرتجف:
"في كل بيت ظلٌّ لرغيف، وكل رغيف مغموس بالدم."
سأل واطسون: "أتقصد أنها ليست مجرد أزمة؟"
رد أراشي بهدوء: "بل هي ميراث... لمدينة تعلّمت كيف تدفن جراحها على قيد الحياة."
جلسا بصمت، لا صوت إلا رفرفة حمامة كانت تحطّ وتطير من خلف الزجاج المحطم.
رفع أراشي عينيه، وقال بابتسامة باهتة: "لا تنظر كثيرًا إلى الأنقاض يا واطسون... ستظن أن كل شيء انتهى."
يتساءل واطسون: "أليس الأمر كذلك؟"
"لا"، قال أراشي وهو يناوله قصاصة جديدة، فارغة تمامًا، ثم همس:
"طالما هناك من يكتب، فالفصول لم تُغلق بعد."
التعليقات