اسم روايتي : الكرة سحرية
مؤلفة رقيه هاشم محمد
ليلى تعيش في بيت صغير، وزوجها مهندس كهرباء، ولديها طفلان هما سليمان ومريم. في سن التاسعة والثلاثين، توفيت جدتها. قبل وفاتها بيوم واحد، أعطتها صندوقًا وقالت لها: "لا تفتحي هذا الصندوق حتى أموت، هذه هديتي لك." وأضافت الجدة: "لا تخبري أحدًا بما يوجد داخل هذا الصندوق." بعد أيام قليلة من وفاة جدتها، تذكرت ليلى الصندوق. ذهبت بسرعة إلى خزانتها، وأخرجت الصندوق وفتحته. وجدت كرة زجاجية بيضاء ورسالة من جدتها. قرأت ليلى الرسالة ببطء وبدأت بالبكاء.
كانت الرسالة تقول: "حفيدتي الجميلة، الآن وأنتي تقرئين هذه الرسالة، فأنا بالتأكيد قد رحلت عن هذا العالم ولم أعد أستطيع ضمكِ أو إخبارك أنني أحبك. ليلى، لقد أعطيتك هدية ثمينة جدًا لا يعرف أحدٌ عنه انتي بالتأكيد رأيتي هذه الكرة البيضاء في الصندوق. يا ليلى العزيزة، هذه الكرة سحرية. يمكنك بواسطتها السفر إلى الماضي."
شعرت ليلى بالدهشة وقالت لنفسها: "هذا مستحيل، كيف يمكنني السفر إلى الماضي؟" لكنها تابعت القراءة رساله : "أعلم أنكي لا تصدقين كلماتي الآن وتعتقدين أنني أمزح معكِ، لكن يمكنك تجربة هذه الكرة. كل ما عليكِ فعله هو إمساكها بيديكِ، إغلاق عينيكِ، والتفكير في الوقت، السنة، الشهر، واليوم الذي تريدين العودة إليه. اطلبي من الكرة أن تأخذك إلى ذلك الزمان."
لم تصدق ليلى كلام جدتها، لكنها أمسكت بالكرة بيديها وأغلقت عينيها وقالت بهدوء: "أريد العودة إلى سن الثالثة عشرة من عمري، إلى بيت والدتي، عندما كان والداي لا يزالان شابين، وجدتي كانت حية." في تلك اللحظة، شعرت أن كل شيء حولها يدور، ثم اختفى و عندما فتحت عينيها، وجدت نفسها جالسة على سريرها في غرفة طفولتها في بيت والديها هي صرخت بصوت عالية من الفرح وركضت إلى المرآة لترى نفسها. عندما رأت أنها ترتدي زي المدرسة، قالت بدهشة: "بالتأكيد أني أحلم" ولكن بعد لحظات أدركت أنها لا تحلم. ركضت بسرعة خارج غرفتها إلى ساحة بيتها، حيث رأت والدتها. ركضت نحوها واحتضنتها بشدة وهي تبكي: "أمي، اشتقت إليكِ كثيرًا" استغربت أم ليلى وسألتها: "هل أنتي بخير؟ هل حدث شيء في المدرسة؟ لماذا تبكين؟"
استمرت ليلى بالبكاء وقالت: "أحبكِ، لا تتركيني أبدًا" وفي تلك اللحظة، رأت جدتها تدخل ساحة البيت. صرخت ليلى مرة أخرى بصوت عالي وقالت: "جدتي" وركضت نحوها بسرعة. احتضنتها بقوة، وقبلت يديها وخديها وقالت: "يا جدتي الله يرحمكِ ، الله يغفر لكِ."
غضبت أم ليلى وقالت: "ما هذا الكلام الذي تقولينه لجدتك؟ هي لا تزال على قيد الحياة!" لكن الجدة بهدوء قالت: "لا بأس، أني أفهم ليلى."
أخذت الجدة يد وليلى وذهبتا إلى غرفتها. وقالت الجدة: "أني سعيدة أن هذه الكرة الآن بحوزتكِ، لكن عليكِ أن تكوني حذرة، فلا يجب أن يعرف أحد سر هذه الكرة السحرية، ولا تبوحي بهذا السر لأحد، خصوصًا لوالديكِ. استخدمي الكرة في غرفتك فقط، وعندما تسافرين إلى الماضي، لا تغيّري شيئًا من أحداثه أبدًا. وعندما تعودين إلى الحاضر، لن يلاحظ المحيطون بكِ أي شيء، لأن بالنسبة لهم سيمر فقط بضع ثوانٍ، بينما سيمر عليكِ أيام أو سنوات."
قررت ليلى، في اليوم التالي، الذهاب إلى المدرسة لرؤية صديقاتها مجددًا. غمرتها مشاعر كثيرة، فهي الآن فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، وفي نفس الوقت امرأة في التاسعة والثلاثين تحمل تجارب الحياة. عندما دخلت ساحة المدرسة، شعرت بالحنين حين سمعت صوت جرس المدرسة، ضحكات الفتيات، وحتى رائحة الأشجار المحيطة بالمدرسة بدت مألوفة. لكن هذه المرة، كانت نظرتها للأمور مختلفة.
رأت صديقاتها القدامى مجتمعين ويضحكون. تقدمت نحوهم بحماس، لكنها تذكرت أنه لا ينبغي لها أن تخبرهم شيئا عن الكرة السحرية و بما سيحدث لهم في المستقبل. إحدى صديقاتها قالت: "ليلى! أين كنتي؟ ولماذا تأخرتي؟" ابتسمت ليلى وقالت: "المهم أني معكم الآن."
بعد انتهاء يومها الدراسي وعودتها إلى البيت، قررت ليلى أن تعود إلى المستقبل مرة أخرى لأنها اشتاقت لزوجها وأطفالها.
بعد عودتها إلى الحاضر، فكرت ليلى في حياتها الحالية مع زوجها وأطفالها. كانت فخورة بعائلتها الصغيرة. الآن، وهي تعرف سر الكرة السحرية وكيفية استخدامها، وفي الوقت نفسه كانت ممتنة للحظات الجميلة التي تعيشها في الحاضر والماضي وأيضًا المستقبل.