رقمنة الكتب (جميع الكتب) هو المشروع الرائد والطموح لمكتبة القاهرة, أي تحويل النصوص الورقية إلى نصوص رقمية تستفيد من خصائص الفضاء الرقمي؛ وهي ثلاث خواص أساسية؛ الحفظ, والسرعة، والشمولية.

بالنسبة للأولى, يمكن النظر إلى الشبكة (الإنترنت)

1-باعتباره فضاءا مفتوحا وقدرة لا نهائية على التخزين

2-باعتباره فضاءا غير ملموس, ويصعب تدمير محتواه

3-باعتباره (من حيث مفهوم الاتصال) غير متقيد بأي وسيط مادي

أما من ناحية السرعة, فهو يتميز بـ

1-إمكانية وصول إلى جميع الأفراد تقريبا حول العالم

2-قدرة الجميع على المشاركة, والمشاركة التفاعلية

3-وصول لحظي / آني للمعلومة فور صدورها

وتأتي الخاصية الثالثة، كنتيجة ضرورية عن الحفظ والسرعة (سرعة الحفظ، وسرعة التنقل بين الملفات المحفوظة، على عكس ما لو كنت تمشي داخل أروق مكتبة الكونجرس أو بودليان أو مكتبة الأسكندرية (أو أروقة معرض الكتاب).

حتى الآن يبدوا لي أن هناك نحو 20 أو 25 مشروع أو مبادرة أو مؤسسة أو مكتبة أو دار نشر هي المعنية فقط، وعلى نحو جاد، بنشر ثقافة الكتاب الرقمي على الإنترنت في العالم العربي, كلها تآليف بين ما ذكرت في مقال سابق (عن تخزين الكتب والمكتبات), وكلها تحت رعاية وتطوير مشروعي الرائد (مكتبة القاهرة) الذي يخلق تعاونات افتراضية أو مفروضة حتى على من يرفض التعاون !!!. ولكني لا أرى مشروعا واحدا ناجح بما فيه الكفاية عدا منصات الكتاب الصوتي على ما يبدوا، مثل ستوري تل، وكتاب صوتي، وربما قريب المنتور تدخل على المجال. عدا عن ذلك، معظم التطبيقات الرقمية أو المواقع، أو خلافه، تنتشر بشكل وجل، وحتى القارئ تشعر أنه متردد في التعامل معها.