موضوع السعادة وتعريفها متعدد وحتى طرق السعادة تختلف من شخص إلى آخر فمنا من يرى السعادة في المال أو السلطة أو النجاح أو مساعدة الآخرين.

أما عالم النفس مايكل أرجايل تطرق إلى نقطة مختلفة في كتابه وهي تأثير المعدلات السنية في مراحل العمر المختلفة على الشعور بالسعادة، فحسب بعض الدراسات فإن كبار السن يشعرون بالسعادة أكثر من الشباب! وهذا لأسباب منها شعورهم بالرضا أكثر عن الحياة ومفهومها ولأنهم غالبا حققوا الكثير في حياتهم وحتى لو لم يحققوا كل ما يريدون ولكنهم أدركوا أنهم لا يمكنهم تقديم أكثر مما قدموا.

عكس الشباب فبسبب كثرة الطموحات وقلة الدخل وكثرة المتطلبات يقل لديهم الرضا عن الحياة ولكن في نفس الوقت يمرون بلحظات سعادة أكثر من كبار السن بسبب طبيعة فترة الشباب وكثرة المواقف التي نقابلها اليوم الواحد ولكنها سعادة تدوم للحظات أو لأيام بحد أقصى، فالقرارات التي نتخذها والسلوكيات اليومية هي ما تشكل مستقبلنا بقدر ما تشكل الحاضر الذي نعيشه والذي يمكننا تحقيقه في فترة الشباب لو أدركنا مفهوم الرضا الشامل حسب الدراسات وهو تحقيق الرضا عن العمل أو الزواج أو الصحة أو تحقيق الذات، ففترة الشباب لا يمكن تعويضها كما قال أبو العتاهية.

فيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوما ًفَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ