كتاب ممتلىء بالفراغ: لماذا أفشل في الريجيم أو الالتزام بالرياضة بعد مدة معينة؟

السعي للكمال مطلب لا ينال، فالكمال لله وحده لكن لا عيب في البحث عن التميز وسط الحشود، ومبدأ المثالية ليس مكروها لذاته بل بسبب الهوس به، ذلك لأنها تضع لنا قواعد صارمة للمشي على خطاها، وعدم تجاوز حدود مرسومة لتحقيق المثالية، لكنني أراها جيدة من أجل التركيز على الأهداف والسعي لتحقيقها.

أرى أن الأهم من التحليق مع توقعات مبالَغة قد لا نبلغها، هو تحقيق إنجازات مرضية مهما كانت بساطتها،

وأظن أن التحليق مع توقعات مبالَغ فيها، يمكن أن يكون ركيزة أساسية لبعض الأشخاص لتحقيق نتائج عالية وتعزيز بعد النظر لتحقيق دوافع أكبر، لذلك يعتمد كل شخص على نوع مختلف من الدوافع لتحقيق أهدافه، وهذا يختلف حسب الشخص والسياق.

مرحبا بك بيننا يا منار ..نورتِ حاسوب.

ولم يُطلَب منا السعي وراء الكمال.

في الحقيقة نحن مبرمجون على السعي للكمال كغريزة أنانية فينا، وهي السعي نحو أكبر خير لأنفسنا بشكل عمائي غير محسوب العواقب، لذلك التخلص من السعي للمثالية هو أنتصار على عريزتنا الأنانية في النهاية .

الفكرة بتحديد أهداف ملموسة وواقعية بدلا من التمسك بالكمال هي نقطة مهمة حقا، فالتركيز على الجهود والعمل الدؤوب بدلا من النتائج يمكن أن يساعد الفرد على الشعور بالرضا والتقبل، حتى في حالة الفشل، فعندما ننظر إلى الفشل كفرصة للتعلم والنمو، فإننا نغير من طريقة تفكيرنا ونحول الضغط إلى فرصة للتطور الشخصي.

المشكلة يا وفاء تكمل في بداية الدوران وانطلاق الدائرة، فبمجرد أن يبدأ الإدمان كنوع من الحل يصبح التخلص من الكمال أمرا أصعب هذا من ناحية ومن ناحية أخرى والأسوء، أن الكمال نفسه لا يصبح مشكلا، لأن الهدف الذي سوف يحتاج إلى تصحيح هو التخلص من الإدمان ومعالجة أضراره الأساسية .

من تجاربي عرفت أن الكمال والسعي للمثالية لابد أن ينتهي في مرحلة مامن حياة الإنسان، عندما يصل إلى وعي أكبر وفشل أكثر سيدرك أن السعي للكمال مجرد خدعة، لكن عندما يستفيق ويعالج هذه المشكلةيجد نفسه غارق في مشاكل أخرى أصعب .

 المثالية تقتل ببطء، وتشل بسرعة

هذه هو التوصيف الدقيق بالفعل، الإستحواذ بسرعة والقتل ببطء .

المشكلة الأكبر في اعتقادي في هذه المسألة وهي الصورة المثالية التي تظهر بها المثالية نفسها، فهي لا تظهر كعيب أو كمشكل يطفوا على السطح، بل تبدوا وكأنها نُبل وإحترافية وعمق في الآداء، فحتى الشخص نفسه لا يعرف أنه مريض بها من شدة جمال الصورة التي تظهر بها، فيبرر لها بكل ما أمكنته مهاراته المنطقية واللغوية لسيتمر فيها ويتفنن في تثبيتها أكثر.