أتذكر مرات كثيرة حينما كان الصحفي والروائي إبراهيم عيسى يكتب رواية تاريخية جديدة كانت تضارب الآراء حول أن ما يكتبه هو تزوير للتاريخ وكيف يقدم الشخصيات بهذه الطريقة وأنه تناسى الحدث التاريخي المهم وغيرها من الآراء، ربما لأن بعض القراء يحكمون على الرواية التاريخية كأنها توثيق للحدث التاريخي فيتم معاملتها ككتاب تاريخي وليس رواية بها أحداث تاريخية. طيب لو سألنا أنفسنا عن الفرق بين الرواية التاريخية ورواية التاريخ سنجد أن المعاني متقاربة ولكن بمعنى عام وبسيط، الرواية التاريخية تكون من عمل روائي وأديب ويغلب عليها الخيال بشكل واضح أما رواية التاريخ فتكون من عمل مؤرخ ويبدو عليها الواقعية والموضوعية ولكن بأسلوب قصصي ومثال على رواية التاريخ ما كان يفعله المؤرخ المصري صلاح عيسى في كتبه الرائعة مثل رجال ريا وسكينة وكتاب أفيون وبنادق الذي تناول فيه تأريخ لخط الصعيد وكلا الكتابين كعادة كتب صلاح عيسى تتميز بالسهولة والسرد التاريخي القصصي لكي تصل المعلومات التاريخية لفئة أكبر من الناس، لأنه من المعتاد أن أغلب الناس تنفر من قراءة كتب التاريخ نظرا لأنها تكون مليئة بالمعلومات ولكن بالنظر إلى العديد من المؤرخين فهم بالفعل ينتهجون الأسلوب القصصي في كتابة التاريخ وأتذكر المؤرخ والفيلسوف ويل ديورانت في موسوعته الضخمة بعنوان قصة الحضارة أنها كانت سرد تاريخي لحضارة الإنسان بأسلوب قصصي فالتاريخ نفسه عبارة عن قصة لها بداية ونهاية.
وماذا عنكم كيف تفضلون قراءة الحدث التاريخي من خلال رواية تاريخية أم رواية تاريخ من قبل مؤرخ ؟ وشاركوني كتب تاريخية كانت بأسلوب قصصي مرت عليكم.
التعليقات