الجميع يعلم أن طه حسين كاتب وأديب عظيم ترك روايات وأعمال خالدة، من الحب الضائع، الأيام، دعاء الكروان، حديث الأربعاء...الخ، لكن مالا يعلمه كثيرون أن لديه تحفة فريدة كتبها منذ أزيد من تسعين عاما، غير بها تاريخ الفكر العربي والدراسات الأدبية وتسببت في تكفيره وطرده من منصبه، وتم منع الكتاب وهو كتابه الفريد: في الشعر الجاهلي، لكن ما سر هذا الكتاب؟

يحمل هذا الكتاب العديد من الأفكار الثورية لم يعهدها أحد في وقته وحتى اليوم مازال يعتبر هذا الكتاب في نظر الكثيرين كتابا متطرفا مرفوضا، لسبب واحد، أنه زعزع كل اليقينيات حول الشعر العربي، بالمختصر يقول فيه أن:

  •        أن شعراء ما قبل الإسلام أغلبهم متخيلين وغير حقيقين وبقيتهم جاءوا بعد الإسلام وليس قبله.
  •       ما نعتقد أنه شعر جاهلي ليس جاهلي ولا يمثل الحياة الجاهلية في شيء إطلاقا لا حياتهم الدينية ولا عقليتهم ولا حتى لهجتهم لأن هناك فرق شاسع بين نقوش ونصوص لغة القحطانيين والحجازيين وبين لغة الشعر الجاهلي الذي وصلنا.
  •       الشعر الجاهلي ما هو الا من صُنع النحاة أو تكلف القصاص او اختراع المفسرين والمحدثين.
  •       الشعر الجاهلي ضاع تماما لأن العرب لم تكن تكتب شعرها وإنما كانت ترويه حفظا، وأتت الحروب وقضت على الكثير من الرواة والحفاظ وما بقي من الشعر الصحيح قليل جدا جدا ولا يمثل شيء ولا يُعتمد عليه في فهم حياة العرب الجاهليين.
  •        أن الشعر الذي وصلنا على أنه شعر جاهلي يصف عصبية القبائل العربية بعد الإسلام ويعكس واقع الفخر والعصبية الذي تميزت به عرب بنو أمية.

في رأيك لماذا يمكن أن يُكَفَّر طه حسين بسبب هذا الكتاب؟ وهل ينقص هذا الاكتشاف الذي توصل إليه حسين من قيمة الشعر الذي بين أيدينا اليوم؟