أريد أن أسلط الضوء على أضرار التجاهل والتقليل من شأن الأخرين وخصوصًا في دائراتنا المُقربة، حتى لوكانت مواقف بسيطة بالنسبة لنا .. أو نعتبرها مواقف عادية.

قرأتُ في كتاب أنا وأخواتها أن أكثر ما يُغضِب الناس هو تجاهلهم، والذي يعني ازدراء أشخاصهم أو عدم احترامهم حتى ولو كانت مواقف أو كلمات صغيرة هينة، لا تُذكَر .. وشبه الكاتب شعور التجاهل هذا (بالسجن)! .. وقال إن السجن ليس هو الجدران والأقفال والشبابيك والقيود والأحكام .. ولكن السجن الحقيقي هو إشعار المرء بالمهانة والاحتقار وأنه زائد على الوجود ولا أهمية له يحيا أو يموت، يغضب أو يرضى ..

الاهتمام والتقدير بمن هم حولنا شيء مُهم جدًا .. والتجاهل والتقليل من شأن الأخريين سُمٌ قاتل!

وبالفعل تستوقفني القصة التي تحكي عن المُخترع الشهير (توماس أديسون) في صغره، حيثُ يُقال أن أديسون في إحدى المرات رجع إلى أمه وقال لها أن معه رسالة من مُعلمه، وأن المُعلم أخبره بأن يعطي الرسالة لأمه كي تقرأها.

وبالفعل بدأت الأم تقرأ الرسالة، والتي حاولت بكل طاقتها أن تُخفي دموعها وهي تقرأ، وقالت بصوت مسموع مُتعَمَد لإبنها .. مكتوب في الورقة: (ابنُكِ عَبقري والمدرسة صَغيرة عليهِ وعلى قدراته، عليكِ أن تُعلميه في المنزل)

وبالفعل قامت هي بتعليمه وتشجيعه وتقديم الدعم له، ومَرت السنين وتوفت (والدة أديسون)، بعدما صار عالمًا ومُخترعًا مرموقًا يعرفه العالم والناس .. وفي أحد الأيام كان (أديسون) يبحث في خِزانة أمه، فعثر على رسالة كان نصها:

(ابنك غبي جداً، فمن صباح غد لن نُدخله المدرسة!)

وتقول القصة أن أديسون بَكى في هذا الوقت وكتب في دفتر مذكراته: (أديسون كان طفلاً غبياً ولكن بفضل والدته الرائعة تحول لعبقري)

هذه القِصة وغيرها، تجعلني حقًا أفكر أن التجاهل والتقليل من الأخرين يمكن أن يُدمر الإنسان تمامًا .. في حين أن القليل من الدعم والاهتمام والتقدير، قد يصنع المعجزات!

كيف تتعاملون مع التجاهل وقلة التقدير سواء في حياتكم العملية أو الشخصية؟