في كتاب جوديث بتلر" الذات تصف ذاتها"، تحاول بتلر في هذا الكتاب أن تجيب عن سؤال مهم وأساسي، وهو من أنا؟ كيف نفهم أنفسنا ونعرف هوياتنا الحقيقية؟

تعتقد بتلر أننا لسنا أنفسنا على أي حال، فما نعتقد أنه نحن في الحقيقة هو كتلة من الأعراف والسياقات الاجتماعية والتوقعات والمعايير المرسومة مسبقا، فقد ولدنا في مجتمع يضع لنا قواعد مسبقة لفهم أنفسنا، ما يجعلنا نرى أنفسنا بالطريقة التي يتوقع أن يرانا بها الأخرين، زيادة على ذلك تلعب اللغة الدور الأهم في معرفة من نحن، لأن الذات تتكون باللغة، ونحن نفهم ذواتنا بواسطة الكلمات التي نستخدمها، فعندما نقول امرأة مثلا، سوف تحضر تلقائيا مجموعة توقعات عن كيف يجب أن تكون(حنونة، مضحية، ضعيفة، متساهلة. الخ).

الذات ليست موحدة أو متماسكة بالكامل في نظر بتلر، لذلك ليس علينا أن نقلق إن كنا غير مفهومين أو متناقضين أحيانا، وليس من المهم أن يتقبلنا الأخرين، نحن دائما في طور التحول، وتستخدم كلمة مهمة وهي الآداء، فما نعتقد أنه نحن هو في الحقيقة مجرد مجموعة من الأفعال المنمقة المتكررة التي تجعلنا نبدوا متماسكين أمام انفسنا والمجتمع ،كما أن هويتنا ليست ملكنا فالأخر هو من يصنعنا بتوقعاته، كما أنها ليست شيء يُمنح لنا، بل شيء نصنعه ونخلقه بواسطة تفاعلنا مع الاخرين، لذلك لا يمكن أن نفهم أنفسنا دون احتكاك جيد بالآخر، لذلك في المرة القادمة التي نقف فيها أمام مرآة أنفسنا علينا أن نعاملها بحب وحنان أكثر وأن نحتويها دون أحكام سلبية، وأن نفهم طريقة نظر الأخرين لها، حتى نفهم من نحن، والأهم من هذا أن لا ننظر لأنفسنا ككيانات كاملة وثابتة ومتماسكة، بل يجب أن نفهم أننا كائنات معقدة دائمة التغير وقليلة الانسجام والتماسك، كي نستطيع أن نحب أنفسنا ونغفر لها ونقوى بها.

في رأيك: هل النظر للذات كنتاج اجتماعي كافي لفهمها من الداخل فهماً عميقاً؟ماهي أفضل طريقة لمعرفة أنفسنا حسب رؤيتك وتجاربك الخاصة؟