لفت انتباهي ما ذكره المفكر الحر والدكتور يوسف الحسني في كتابه "اعرف وجهك الآخر " فيما يتعلق بالعلاقات السوية وغير السوية، فالعلاقات السوية تكون نسبة الاكتراث في بدايتها بسيطة، وتزداد هذه النسبة تدريجيًا كلما تطورت العلاقة حسب المواقف بين الطرفين، وبالتالي تتحول من تعارف بنسبة 30% إلى علاقة ارتباطية بنسبة 70%، بخلاف العلاقات غير السوية التي تبدأ باكتراث بنسبة كبيرة ومع مرور الوقت يقل، لأنه ببساطة أحد الطرفين ضمن الآخر، وهذا الضمان السريع مُنفّر في العلاقات.

إننا كبشر تدفعنا فطرتنا إلى التعرف على الجنس الآخر، لكننا كثيرًا نفشل في تكوين علاقات صحيحة، ونتساءل: ما سبب فشل العلاقة؟ دون أن نعي أننا السبب، وأننا بادرنا واكترثنا كثيرًا حتى أصبح الطرف الآخر يضمن وجودنا، لم ندرك أن التوفر الزائد في بداية العلاقة يجب أن يكون محدوداً بنسبة 30%، فالرجل منذ الأزل يعشق روح المطاردة.

فهل تجدون أن الاكتراث الزائد في بداية العلاقة قد يُنهي العلاقة بين الطرفين؟ وهل الاكتراث الزائد في بداية العلاقة حقاً مُنفّر؟

لقد فكرت كثيرًا في هذه المسألة، ومؤخرًا بدأت لدي الرغبة في فهم الأسباب الخفية وراء الأحداث، فقرأت كتاب: اعرف وجهك الأخر الذي يغوض في العلاقات وأسباب اختلالها، والذي ينص فيه الكاتب على التالي:

- التعارف الصحيح يكون في فترة الثلاثة أشهر الأولى، وهي فترة الاستكشاف، ولا يمكن الاكتفاء بالرسائل النصية بل لا بد من المقابلات الواقعية لاستكشاف الشريكين لبعضهم البعض.

- لا تُصنّف الرسائل النصية بين الجنسين على أنها علاقة، فالعلاقات المبنية على المحادثات لا تستمر طويلاً، وإذا استمرت فإن الشخص فيها يكون إما صندوق احتياط، أو أن العلاقة عابرة.

- تطبيق قاعدة 30/70، يعني أن تكون نسبة توفرك لا تزيد عن 30% في أول ثلاثة أشهر، و40% في الأشهر ما بين الثالث والسادس، فذلك سيحميكِ من الوقوع في تعلُّق سريع.

- في الفترة الأولى من التعارف يجب أن يكون تركيزك على أن تدرسي شخصية الرجل وسلوكياته ودلالاتها، فأنت لستِ قريبة منه كفاية ولم تتزاحم المواقف بينكما لتحددي شخصيته.

هذه القاعدة تناسب مَن لم يصل إلى مرحلة النضج والاكتفاء العاطفي، فالناضج تلقائياً سيطبقها.

لكن برأيكم كيف يكون التعارف الصحي؟ هل تتفقون مع ما ذكره الكاتب وبأهمية تطبيق قاعدة 30/70 لعدم ضمان الشريك والحماية من التعلق السريع؟