لا يخفى على أحدِ منا  بأنّ الرواية العربية مرّت بتطورات عديدة عبر العصور كغيرها من الفنون والعلوم الأخرى، ففي فن الرواية المعاصرة ومع موجة التجديد وإضفاء صبغة شبابية تعمل على جذب الجيل اليافع من القرّاء نجد اتجاه عدد من الكُتاب نحو إضافة بعض اللمسات العصرية على رواياتهم، فتجدهم تارة يزجون ببعض الكلمات بلغات أجنبية لتقريبك من الشخصيات، ويعمدون أحياناً إلى دمج الفصحى بالعامية مع بعض اللمسات الشبابية كلون جديد للشخصية المتحدث 

واحدة من أبرز الإضافات التي لفتت انتباهي هي الإستعانة بكلمات الأغاني خلال صفحات الرواية وبين حوارات أبطالها، فهل نجحت هذه الإضافات في إضافة بعد واقعي للقصة أم أنها لم تساهم في خدمة تكامل الرواية ؟

"لعلها تستجاب" وروايات أثير النشمي كمثال صريح على استخدام الأغاني في الرواية العربية ..

واحدة من الروايات التي أنهيتها مؤخراً بعنوان "لعلها تستجاب" كانت الأغنيات هي الشخصية الرئيسية عبر فصول الرواية، ومما أثار حفيظتي وجعلني أعدّها كواحدة من المآخذ على الرواية هو تخصيص صفحات بأكملها لحشوها بكلمات أغانٍ لم تقدم أي خدمة للأحداث أو الحوارات بين أبطال الرواية والتي غالباً قمت بتخطيها أثناء القراءة .

من جانب آخر، قرأت روايتان للكاتبة أثير النشمي ومن الملاحظ على أسلوبها الحوارات المقتضبة وفي بعض الأحيان الفارغة بين أبطال الرواية، إضافة إلى الكثير من الكلمات والأغاني باللغة الإنجليزية، والذي أرى فيه شيء من التعدي على الرواية العربية .

باعتقادك هل الشكل الجديد للرواية العربية بدأ يفقد شيئاً من رونقه أم أن التحديث ضرورة وروايات هذا العصر ليست لنا ؟