لقد كنت بعيد عن عائلتي و في ليلة من ليالي الصيف عصفت بي رياح الشوق الى أمي فقررت أن أكتب رسالة تعبر عن مشاعري و كانت كالتالي :

أمي الغالية . إني أشعر و أنا أكتب هذه الكلمات أن نبض الحياة قد توقف ، ودعتك و كنت أظن أنني سأقوى على فراقك و لكن هيهات ... كم كنت غبيا حين اعتقدت ذلك ، ظننت أني سأجد أناسا أطيب منك و أنني سأعيش معهم حياة أجمل و أحلى و أكثر سعادة و لكن .... ويلاه ما أضيق عقلي يا أمي .

شاءت الأقدار أن تبعدني المسافات عنك يا أمي و لكن ظل قلبك أقرب شيء الى روحي ، لم يمر علي يوم الا و تذكرتك فيه و عبرت بقربي نسمات هادئة بعثت الطمأنينة الى قلبي .... كانت هذه نسماتك يا عزيزتي.

أمي الحبيبة .. كلما مرت الأيام أدركت أنك الحب الثابت الذي لا يتغير فلا اقتباس ينصفك و لا نص يكفي لوصفك . انت نبض قلبي ، انت الكل ، طاب بك العمر يا سيدة روحي .

أشتاق يا أمي .. حتما أشتاق ، أشتاق بريق عيونك و صفاء قلبك و صدق أحاسيسك أشتاق حتى غضبك و صراخك ، لو أن العمر يعاد لأعدته معك و لو أن الزمن يستوقف لأوقفته عندك أرغب في هذه اللحظة أن أفتح ذراعيّ و أضمك قائلا : سامحيني .... سامحيني ان عصيت أوامرك أو صرخت في وجهك سامحيني إن لم أصغ اليك يوما أو قلت كلمة فجرحتك بها . سماحك هو طوق النجاة في هذه الحياة فلا حياة تعاش بدون رضاك .

فراقك يا أمي ... فراقك بين لي أشياء كثيرة ، وضح لي قيمتك و كم انت انسان عظيم في حياتي و لكن تأكدي يا أمي انك بنيت ابنا راسخا رسوخ الجبال قوي و متين كالصخر لن يهتز لأحد و لا لشيء سوى لخالقه و بارئه ، هكذا ربيتني يا أمي هكذا علمتني أن أقاوم ما أكره لأصل الى ما أحب .

إبنك الصغير و فلذة كبدك بخير يحمد الله على كل شيء يعيش الآن في عش أخته الدافئ و يعمل ليل نهار كي لا يخيب ثقتك فيه

كوني مطنئنة فإبنك سعيد و يستمتع بكل لحظة ..... يرسل اليك هذه الرسالة ليخبرك انه بخير و أن كل شيء على ما يرام

تحياتي