في موجة من الملل العارم، أو لأكون صريحة موجة من الواجبات التي علي القيام بها و التي لا أريد فعلها، قررت الابتعاد عن كل ذلك و قراءة رواية للاستمتاع. لكن خطرت ببالي فكرة: لماذا لا أجعل الأمر أكثر متعة و أقوم بشيء غير اعتيادي: أقرأ الرواية من وسطها؟
كانت الرواية التي وقع عليها اختياري هي رواية ''ملائكة و شياطين'' لدان براون، الرواية التي اشتريتها منذ عام تقريبا لكن زاحمها إخوتها الكتب و لم تتح لي الفرصة لقراءتها.
على أي، عدد صفحات هذه الرواية 587، لكن لم أبدأ القراءة من الصفحة الأولى بل من الصفحة الثلاثمائة. في البداية لم أكن أعرف ما الذي يجري و اضطر عقلي للعمل لمحاولة اكتشاف ذلك، لكن بعد بضع صفحات استطعت أن أندمج مع الأحداث، بل أكثر من ذلك -و بعد صفحات أكثر- استطعت أن أفهم ما الذي حصل أيضا.
أنهيت قراءة ما بقي من الرواية و قرأت النهاية بالطبع أيضا، و يمكنني القول أنّني فهمت تماما كل الأحداث و عرفت كل الشخصيات، بل و يمكنني أن أحكي لك الرواية كأنني قرأتها كاملة.
لكن لم تنته التجربة هنا، بل رجعت بالوراء و قررت قراءة الرواية من بدايتها إلى حدود الصفحة 300. و هنا بدأت متعة جديدة، أنا لدي بالطبع تصور واضح عن ما الذي سيحدث في هذه الصفحات الأولى، لكن استمتعت بقول: ''أوه، هكذا بدأت الحكاية إذن''.
لذا يمكنني القول بأنني استمتعت بهذه التجربة جدا و أفكر في إعادتها مرة أخرى مع رواية أنوي قراءتها للمتعة فقط، و ليس رواية روسية بالتأكيد.
و لأكون واضحة فأنا لا أقول بالاكتفاء بقراءة نصف الرواية فقط لأنها تتيح فهم ما جرى في النصف الأول بل لا بد من العودة و قراءة النصف الأول أيضا.
و الآن عزيزي القارئ، هل سبق أن قمت بهذه التجربة فقرأت رواية من وسطها؟ كيف كانت التجربة؟ و إن لا فكيف تبدو لك الفكرة؟ و هل هي ممتعة لحد التفكير بتجربتها؟
التعليقات