منذ بداية العولمة التي ساهمت في انفتاح العالم والشعوب على الثقافات، جعلتنا أكثر ارتباطا بالواقع وبالتوصل الاجتماعي في التعبير عن الآراء، وشهدنا من خلالها عدة فضاءات تهتم بمواضيع تخص المثقف، نقاش مسائل جدالية حوله وعن دوره في المجتمعات.

لفت انتباهي منذ أيام كتاب " سوسيولوجيا المثقفين" والذي أجبرني على طرح الحيرة في أحد أفكاره اذا ما المثقف هو من ينتج الأيديولوجيات أم أنه هو نتاج لها؟

يتسأل الكاتب الدكتور جورج كتوره في من له أسبقية في انتاج الأيديولوجيات ومن كان نتاج للآخر، ربما أتصور أن فكرة الأيديولوجيا بالمعنى الواسع تعني مجموعة الخطابات والأفكار التي تبناها المجتمع سواء تاريخية أو ثقافية أو سياسية، ويعود ظهورها حسب الكاتب الى القرن الثامن عشر واعتبرها فترة تمهيدية للأيديولوجيات والتي يعود لها الفضل في انتاج الجماعة المثقفة أو حسب تعبيره "ولادة المثقفين".

يناقش الكاتب فكرة تجاذبيه تجمع المثقف والايديولوجيا، ويقر على أن موقع المثقف يتمثل في عالم خال من القداسة وأقرب الى العلمانية، عالم خاص بالأيديولوجيات حيث لاوجود للتعالي وغير مرتبط بالدين، وأظن أن أي مثقف لابد من أن يكون قد تبنى الأفكار والنظريات من مجموعة من المصادر التي هو بدونها لا يشكل ظاهرة ثقافية تجتمع على الفكر والثقافة.

يؤدي بنا الموضوع لطرح إشكالية، هل ممكن أن يكون المثقف نتيجة للأيديولوجية التي هي نفسها تتشكل من مجموعة خطاباته؟ وكيف ترى ظاهرة المثقف في العالم العربي؟